تقرير حرب السلطة داخل النظام: الشقوق حول الأزمات الاقتصادية ومسار المفاوضات النووية

في 8 مايو 2025، يتخبط النظام الإيراني في أزمة داخلية عميقة تتجلى في حرب السلطة بين جناحاته المتصارعة، حيث تتفاقم الشقوق حول إدارة الأزمات الاقتصادية المدمرة والمفاوضات النووية المحفوفة بالمخاطر. النظام، الذي يعاني من انهيار اقتصادي بسبب العقوبات والفساد، يواجه صراعاً بين الحكومة، المتشددين، والمؤسسات الدينية، حيث يتهم كل طرف الآخر بالفشل في مواجهة الوضع. المفاوضات النووية، التي تُعتبر أمل النظام الوحيد لتخفيف الضغوط الاقتصادية، أصبحت مصدر جديد للانقسام، حيث يخشى المتشددون من التنازلات بينما يدفع الواقعيون نحو التسوية. هذه الصراعات تكشف عن ضعف هيكلي وحالة رعب تسيطر على القادة، الذين يدركون أن الفشل في إدارة هذه الملفات قد يؤدي إلى انفجار شعبي. يهدف هذا التقرير إلى استعراض ما تناولته الصحف حول هذه الشقوق، مع التركيز على التناقضات والضعف الذي يهدد بانهيار النظام.
فضاء الصحف اليوم
شرق في مقال “با وعدههای دروغ چه باید کرد؟”، كشفت عن غضب الشعب من وعود الحكومة الكاذبة حول تحسين الاقتصاد، لكن هذا النقد يكشف أيضاً عن الصراع بين الحكومة والمتشددين الذين يتهمونها بالعجز، مما يزيد من الانقسامات داخل النظام. الصحيفة أشارت إلى أن هذه الوعود الفارغة تُظهر حالة اليأس التي يعيشها النظام الذي يحاول تهدئة الشعب دون تقديم حلول حقيقية.
آرمان ملي في مقال “تحریم داخلی؛ فشار به دولت”، أبرزت الضغوط التي يمارسها المتشددون على الحكومة، واصفة إياها بـ”التحريم الداخلي”. هذا المقال يكشف عن عمق الشقاق داخل النظام، حيث يسعى المتشددون لتقويض الحكومة خوفاً من أي تقدم في المفاوضات النووية قد يُظهرهم كطرف متطرف، مما يزيد من حالة الرعب التي تسيطر على النظام.
آرمان امروز في مقال “تندروها، همان قصه تلخ پرتکرار!”، تناولت دور المتشددين في تعطيل أي محاولة للإصلاح، مشيرة إلى أن هذه القصة تتكرر دائماً في تاريخ النظام. الصحيفة كشفت عن أن هذا التطرف يعكس خوف النظام من التغيير، حيث يرى المتشددون في أي تسوية اقتصادية أو دبلوماسية تهديداً لبقائهم. في مقال آخر بعنوان “چرا تندروها کنترل نمیشوند؟”، تساءلت الصحيفة عن سبب عجز النظام عن ضبط المتشددين، مما يكشف عن ضعف هيكلي في بنية الحكم وفقدان السيطرة على جناحاته المختلفة.
الصحف تكشف عن نظام يعاني من شقاق داخلي خطير يهدد بقاءه، حيث تتصاعد الصراعات بين الحكومة والمتشددين حول إدارة الأزمات الاقتصادية والمفاوضات النووية. الضغوط الداخلية التي أشارت إليها آرمان ملي تُظهر أن المتشددين يحاولون تعطيل أي تقدم قد يُظهر الحكومة بمظهر النجاح، مما يعكس حالة الرعب من فقدان النفوذ. في الوقت نفسه، فشل الحكومة في تحقيق وعودها، كما كشفت شرق، يزيد من الغضب الشعبي ويعمق الأزمة. عجز النظام عن السيطرة على المتشددين، كما أبرزت آرمان امروز، يكشف عن انهيار في بنية الحكم، حيث يبدو النظام ككيان مفكك غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة.
الخاتمة
تعكس الصحف، وخاصة آرمان ملي وآرمان امروز، نظاماً ينهار تحت وطأة صراعاته الداخلية. الشقاق بين الحكومة والمتشددين حول إدارة الأزمات الاقتصادية، كما أشارت شرق، يكشف عن فشل النظام في تقديم حلول حقيقية، بينما الخلافات حول المفاوضات النووية تُظهر خوفه من أي تسوية قد تُضعف هيبته. عجز النظام عن ضبط المتشددين، كما كشفت آرمان امروز، يعكس حالة الفوضى التي يعيشها، مما يزيد من مخاطر انفجار شعبي. النظام، الذي يعيش في حالة رعب من فقدان السيطرة، يقترب من حافة الهاوية، حيث قد تكون هذه الصراعات الداخلية بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير، ممهدة الطريق لانهياره الوشيك.