تصاعد التوتر بين لندن وطهران بعد اعتقال ثمانية إيرانيين في بريطانيا

في خطوة قد تزيد من تعقيد العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وإيران، أعلنت السلطات البريطانية يوم 6 مايو 2025 عن استدعاء السفير الإيراني في لندن على خلفية اعتقال ثمانية رجال، بينهم سبعة إيرانيين، للاشتباه بتورطهم في التخطيط لهجوم إرهابي داخل الأراضي البريطانية.

تفاصيل الاعتقالات

أعلنت وزارة الأمن البريطانية أن الاعتقالات تمت خلال عمليتين منفصلتين لمكافحة الإرهاب. في العملية الأولى، اعتقلت الشرطة البريطانية خمسة رجال، من بينهم أربعة إيرانيين، في عدة مدن إنجليزية شملت غرب لندن، سويندون، روشديل، ستوكبورت ومانشستر. وتم توجيه تهم لهم بالتحضير لعمل إرهابي يستهدف “موقعًا محددًا” لم يتم الكشف عنه لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

في العملية الثانية، جرت اعتقالات أخرى في لندن شملت ثلاثة رجال إيرانيين، وذلك بموجب “قانون الأمن القومي 2023” للاشتباه في تورطهم في أنشطة تهدد الأمن الوطني البريطاني وتمارسها قوى أجنبية.

ردود الفعل الرسمية

وصف وزير الأمن البريطاني، دان جارفيز، هذه العمليات بأنها من أكبر التهديدات المضادة للدولة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات البريطانية تعمل على تحييد أي تهديد محتمل للأمن الداخلي.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن قلقه إزاء الاعتقالات، مشددًا على استعداد إيران للتعاون مع السلطات البريطانية إذا تم تقديم أدلة موثوقة على سوء السلوك من قبل مواطنيها.

السياق الأمني

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين لندن وطهران، حيث كانت أجهزة الاستخبارات البريطانية قد حذرت في الأشهر الماضية من تزايد التهديدات المرتبطة بإيران. وفي أكتوبر 2024، كشف رئيس جهاز MI5، كين ماكولوم، أن الوكالة أحبطت أكثر من 20 مخططًا مدعومًا من إيران منذ عام 2022، معظمها استهدف معارضين إيرانيين في المملكة المتحدة.

ختامًا، تواصل السلطات البريطانية تحقيقاتها لتحديد الدوافع المحتملة وراء هذه الأنشطة وللتأكد من عدم وجود تهديدات إضافية للأمن الوطني.