اخبار العالم

إضراب السجناء السياسيين في إيران: صرخة جماعية ضد آلة الإعدام وتحدٍ غير مسبوق للنظام

شهدت إيران يوم الثلاثاء 6 مايو 2025 محطة جديدة في مسار المقاومة المدنية داخل السجون، حيث أعلن السجناء السياسيون في 41 معتقلاً من شمال البلاد إلى جنوبها إضرابًا عن الطعام ضمن الأسبوع السابع والستين من حملة «ثلاثاء لا للإعدام». هذه الحركة الاحتجاجية، التي تقودها جمعية حقوق الإنسان في إيران، ترمز إلى اتساع دائرة الرفض الشعبي لعقوبة الإعدام، في ظل تصعيد دموي غير مسبوق من قبل السلطات، إذ تم تنفيذ 154 حكم إعدام خلال 47 يومًا فقط.
الحملة وثّقت تنفيذ 29 حكم إعدام في الأسبوع الأخير وحده، منها 15 حالة في يوم واحد (29 أبريل)، وتسع حالات أخرى في 3 مايو، ما يعكس شراسة النظام في استخدام الإعدام كسلاح لترهيب المجتمع وتصفية المعارضين. هذا التصعيد أثار قلقًا عميقًا في الأوساط الحقوقية الدولية، خاصة مع تزايد الدعوات لجعل إلغاء عقوبة الإعدام شرطًا لأي علاقة سياسية أو اقتصادية مع طهران.
الشهيد عظيم فرخ‌وند… أول ضحية في مسيرة “لا للإعدام”
في تطور مأساوي، أعلنت الحملة عن استشهاد المواطن عظيم فرخ‌وند برصاص حي أثناء مشاركته في مظاهرة بمدينة دزفول احتجاجًا على إعدام اثنين من المعتقلين. فرخ‌وند أصبح أول شهيد يسقط في سياق حملة «ثلاثاء لا للإعدام» منذ انطلاقها، ما أضفى على الاحتجاجات بعدًا جديدًا من التحدي والصمود في وجه القمع الدموي.
بيان السجناء المشاركين في الحملة وصف النظام بأنه “نظام الإعدام والقمع”، مؤكدين أن السلطة تستخدم الإعدام لترهيب المجتمع ومنع أي تحرك احتجاجي. وطالبوا المؤسسات الحقوقية الدولية بربط علاقاتها مع طهران بشرط وقف الإعدامات، معتبرين أن “سلاح الإعدام أخطر من كل الأسلحة” في يد النظام.
الحملة شملت هذا الأسبوع سجونًا بارزة مثل أوين، قزلحصار، كرج المركزي، طهران الكبير، شيبان الأهواز، عادل‌آباد شيراز، زاهدان، مشهد، تبريز، أروميه، سنندج، وغيرها من السجون التي تشهد اكتظاظًا وظروفًا قاسية.
المقاومة تتسع… والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك
إضراب السجناء السياسيين عن الطعام، الذي دخل شهره الخامس عشر، يمثل صوتًا موحدًا في وجه آلة الإعدام الجماعي. ومع تصاعد عدد الضحايا، تتزايد الدعوات لجعل إلغاء عقوبة الإعدام شرطًا لأي علاقة دولية مع النظام الإيراني. جمعية حقوق الإنسان في إيران أكدت أن ما يجري في السجون ليس سوى فصل من فصول الترهيب السياسي، وأن استمرار الحملة رغم القمع دليل على روح المقاومة التي لن تُسكتها المشانق.
في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بضغط حقيقي على النظام لوقف المجازر القضائية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. فإيران اليوم أمام اختبار تاريخي: إما أن تستجيب لصوت شعبها والمجتمع الدولي، أو تواصل الانزلاق نحو مزيد من العزلة والدماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى