انفجار مرفأ بندر عباس الإيراني وعلاقته بشحنة بيركلورات الصوديوم

بقلم تادي عواد
تفيد المعلومات أن سفينة شحن إيرانية تدعى “جيران” وصلت بتاريخ 30 مارس/آذار من ميناء شنغهاي إلى ميناء بندر عباس الإيراني، محمّلة بـ24 حاوية تحوي مادة بيركلورات الصوديوم (Sodium Perchlorate)، وهي مركب كيميائي رئيسي يستخدم في صناعة الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن هذه الشحنة كانت السبب الرئيسي وراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بندر عباس.
بيركلورات الصوديوم: الخصائص الكيميائية والفيزيائية
بيركلورات الصوديوم (NaClO₄) هو مركب كيميائي بلوري أبيض اللون، يتميّز بقدرته العالية على الذوبان في الماء. ويُعد من أقوى العوامل المؤكسدة، متفوقًا على مركبات مثل نترات الأمونيوم ونترات البوتاسيوم.
وعلى الرغم من استقراره النسبي عند درجات الحرارة العادية، إلا أنه يصبح شديد الخطورة عند مزجه بمواد قابلة للاشتعال أو بمواد متفجرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث انفجارات عنيفة.
دور بيركلورات الصوديوم في صناعة الصواريخ الإيرانية
في تقنيات الدفع الصاروخي الحديثة، ولا سيما في الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، يعتبر بيركلورات الأمونيوم (NH₄ClO₄) المؤكسد الأساسي المستخدم، وليس بيركلورات الصوديوم بصورة مباشرة. إلا أن بيركلورات الصوديوم يُعد المادة الأولية اللازمة لإنتاج بيركلورات الأمونيوم عبر تفاعل كيميائي بسيط مع أيون الأمونيوم:
NaClO₄ + NH₄⁺ → NH₄ClO₄
نظرًا للعقوبات المفروضة على إيران، لجأت طهران إلى تطوير تقنيات تصنيع بيركلورات الصوديوم محليًا بكميات صناعية، لضمان استقلالها في إنتاج بيركلورات الأمونيوم، وبالتالي دعم برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية.
الأهمية الاستراتيجية لبيركلورات الصوديوم
يُشكّل وقود الصواريخ الصلب خليطًا يتكون عادة من:
مؤكسد (بيركلورات الأمونيوم بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70%).
وقود معدني (مثل مسحوق الألمنيوم).
مادة رابطة ووقود إضافي (مثل بوليمر HTPB).
لذا، فإن توفر مصدر موثوق وكميات كافية من بيركلورات الصوديوم هو شرط أساسي لإنتاج بيركلورات الأمونيوم، وبالتالي لضمان استمرارية تطوير الصواريخ الإيرانية من طراز “قيام”, “سجّيل”, و*”ذو الفقار”*.
خلاصة
يُعتبر بيركلورات الصوديوم مادة استراتيجية في سلسلة إنتاج وقود الصواريخ الصلبة، إذ يمثل الحلقة الأساسية في تصنيع بيركلورات الأمونيوم، المؤكسد الحيوي في هذه المنظومات. من هنا تبرز أهمية السيطرة على إنتاجه ونقله، لا سيما في ظل المساعي الإيرانية لتطوير قدراتها الصاروخية بصورة مستقلة عن الأسواق الخارجية.