اخبار العالم

واشنطن تكثف غاراتها على الحوثيين في اليمن وسط تصعيد عسكري متزايد

واصلت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية مكثفة ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأفاد شهود عيان ومصادر محلية بأن المقاتلات الأميركية استهدفت، فجر الأحد، مواقع عسكرية ومناطق سكنية في صنعاء وصعدة والبيضاء وذمار، إضافة إلى ضربات أخرى في مدينة تعز جنوب غربي البلاد.

وأكدت المصادر أن الهجمات الجوية أصابت مواقع استراتيجية، منها أحياء في صنعاء مثل شعوب والتلفزيون والمطار، إلى جانب معسكرات عسكرية ومنشآت أمنية. كما تسببت الغارات في انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة ضحيان بمحافظة صعدة بعد استهداف محطة التوليد هناك.

تصعيد أميركي وردود فعل دولية

وفقاً لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، أدت الضربات الأميركية إلى مقتل 31 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين. وتأتي هذه العملية العسكرية ضمن استراتيجية أوسع تنتهجها واشنطن، حيث صرح مسؤولون أميركيون بأن الهجمات تستهدف تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية، وتصعيد الضغط على إيران وسط التوترات الإقليمية.

وفي بيان رسمي، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتنفيذ “عمل عسكري حاسم”، مؤكداً أن القوات الأميركية ستواصل ضرباتها حتى تحقيق أهدافها. ووصفت القيادة المركزية الأميركية العملية بأنها “جزء من جهود لحماية الملاحة الدولية وردع التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر”.

أهداف العملية العسكرية

بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، تسعى واشنطن من خلال هذه الضربات إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

1. تدمير قاذفات الصواريخ الحوثية الموجهة نحو البحر الأحمر.

2. استهداف قيادات الحوثيين للحد من قدراتهم العملياتية.

3. توجيه رسالة ردع إلى إيران تحذرها من التدخل العسكري الأميركي المحتمل.

من جهته، اعتبر الحوثيون الغارات “جريمة حرب”، مؤكدين استعدادهم للرد على التصعيد الأميركي، بينما دعت روسيا إلى وقف الضربات العسكرية والدخول في حوار سياسي لتجنب المزيد من التصعيد.

التداعيات على حركة التجارة العالمية

تسببت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر في اضطراب حركة الشحن العالمية، حيث انخفض عدد السفن المارة عبر هذا الممر الاستراتيجي من 25 ألفاً سنوياً إلى نحو 10 آلاف، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وزيادة التضخم العالمي بنسبة تتراوح بين 0.6% و0.7% وفقاً لتقارير استخباراتية أميركية.

ترمب يحذر: “الوقت انتهى”

وفي تحذير شديد اللهجة، أكد ترمب أن “الجيش الأميركي لن يسمح للحوثيين بتهديد حرية الملاحة”، مضيفاً أن “من يواصل الهجمات الإرهابية سيدفع الثمن غالياً”. وتعهد باستخدام “قوة قاتلة ساحقة” لإنهاء التهديدات في المنطقة.

في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل المواجهة بين الحوثيين والقوات الأميركية، ومدى تأثير هذه العمليات على أمن البحر الأحمر واستقرار المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى