اخبار العالم

الدعوات تتزايد داخل الولايات المتحدة للانسحاب من حلف الناتو

بقلم تادي عواد

تتزايد الدعوات داخل الولايات المتحدة للانسحاب من حلف الناتو، خاصة بعد رفض النرويج تزويد غواصة أمريكية بالوقود، ردًا على الاجتماع الكارثي لزيلينسكي في البيت الأبيض. فقد امتنعت أكبر شركة وقود بحري في النرويج عن بيع الديزل لغواصة هجومية أمريكية من طراز “فرجينيا”، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث يرفض أحد أعضاء الناتو تزويد سفينة عسكرية تابعة لحليف في الحلف بالوقود.

على إثر ذلك، تعالت الأصوات داخل أمريكا مجددًا مطالبةً بخروج الولايات المتحدة من حلف الناتو.

ما هو حلف الناتو؟

حلف شمال الأطلسي (الناتو – NATO) هو تحالف عسكري تأسس عام 1949 بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة التهديد السوفييتي خلال الحرب الباردة. يهدف إلى الدفاع الجماعي، إذ يُعتبر أي هجوم على دولة عضو هجومًا على جميع الأعضاء، وفقًا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف.

دول وجيوش الناتو

يضم الناتو حاليًا 32 دولة، بعد انضمام فنلندا (2023) والسويد (2024). ومن أبرز أعضائه:

الولايات المتحدة (أكبر جيش وأقوى قوة نووية).

بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا (قوى أوروبية رئيسية).

تركيا، كندا، إسبانيا، بولندا (دول ذات جيوش قوية).

يمتلك الحلف نحو 3.5 مليون جندي، مع تفوق أمريكي واضح، إذ تساهم واشنطن بأكبر عدد من القواعد والأسلحة الحديثة، مثل حاملات الطائرات والمقاتلات المتطورة.

تمويل الناتو

يتم تمويل الحلف من خلال مساهمات مالية تُدفع وفقًا لحجم اقتصاد كل دولة. في عام 2023، بلغت الميزانية الإجمالية للحلف 1.2 مليار يورو، وُزعت كالتالي:

الميزانية المدنية: حوالي 370 مليون يورو لدعم العمليات الإدارية والدبلوماسية للحلف.

الميزانية العسكرية: حوالي 930 مليون يورو لتمويل العمليات والتدريبات والقوات المنتشرة.

تتحمل الولايات المتحدة أكبر عبء مالي، حيث تنفق نحو 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، في حين تطالب واشنطن الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 2% من ناتجها المحلي.

تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الناتو

إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الناتو، فستكون لذلك تداعيات جيوسياسية وأمنية واقتصادية كبيرة على العالم. وأبرز المخاطر تشمل:

إضعاف أمن أوروبا وزيادة التهديدات الروسية

تعتمد دول الناتو الأوروبية بشكل كبير على القوة العسكرية الأمريكية لردع روسيا.

قد تجد دول أوروبا الشرقية نفسها في موقف ضعيف أمام موسكو، مما قد يشجعها على تصعيد سياساتها العدوانية، كما حدث مع أوكرانيا.

تفكك الحلف وتراجع النفوذ الغربي

قد يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى تفكك الناتو، حيث ستفقد الدول الأعضاء الثقة في استمراريته.

ستستغل الصين وروسيا هذا الضعف لتعزيز نفوذهما في أوروبا والعالم.

سباق تسلح أوروبي وزيادة الإنفاق الدفاعي

قد تضطر أوروبا إلى تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستقل، مما سيؤدي إلى زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير.

قد تفكر بعض الدول، مثل ألمانيا، في تطوير قدرات نووية لتعويض الغياب الأمريكي.

اضطراب الاقتصاد العالمي

يساهم الناتو في استقرار الأسواق العالمية من خلال ضمان الأمن في المناطق الاستراتيجية.

قد يؤدي انسحاب أمريكا إلى تقلبات اقتصادية، خاصة في أسواق الطاقة والتجارة العالمية.

إضعاف الردع الأمريكي عالميًا

سيُنظر إلى الانسحاب على أنه تراجع عن التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها.

قد يدفع ذلك دولًا في آسيا والشرق الأوسط إلى البحث عن بدائل مثل الصين وروسيا.

تزايد خطر النزاعات الإقليمية

مع غياب الناتو كقوة ردع، قد تندلع نزاعات جديدة في أوروبا، الشرق الأوسط، أو المحيط الهادئ.

قد تشعر دول مثل الصين بمزيد من الجرأة للتحرك في تايوان.

الخلاصة

انسحاب أمريكا من الناتو سيكون بمثابة “زلزال جيوسياسي”، قد يؤدي إلى ضعف أوروبا، تصاعد النفوذ الروسي والصيني، وزيادة النزاعات العالمية. رغم بعض الأصوات السياسية الأمريكية الداعية لهذا الخيار، يبقى احتمال حدوثه منخفضًا بسبب المخاطر الكبيرة المترتبة عليه. ومع ذلك، من المؤكد أن تغييرات كبيرة قادمة داخل الحلف، قد تكون موجعة لأوروبا بالدرجة الأولى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى