اخبار العالم

مفاوضات الرياض: زلزال سياسي يهدد أوروبا ونهاية زيلينسكي باتت وشيكة؟

شهدت الرياض حدثًا دبلوماسيًا استثنائيًا تمثل في انطلاق مفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة برعاية سعودية، وذلك وسط غياب أوروبي تام.

هذا الاجتماع، الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومساعده يوري أوشاكوف من الجانب الروسي، مع مستشار ترامب للأمن القومي والتز و وزير الخارجية روبيو والمبعوث الخاص ويتكوف، قد يكون بداية لتحولات جيوسياسية كبرى قد تطيح بالمعادلات القديمة، وتضع أوروبا في موقف المتفرج العاجز.

غياب أوروبا: الضربة الأقسى لبروكسل وكييف

لم يكن غياب الأوروبيين عن طاولة التفاوض مجرد تفصيل، بل هو انعكاس مباشر لحقيقة أن اللاعبين الكبار يضعون ترتيبات جديدة للنظام الدولي دون الحاجة إلى رأي بروكسل. هذا الإقصاء يمثل ضربة ثقيلة لموقف الاتحاد الأوروبي، الذي لطالما اعتبر نفسه شريكًا رئيسيًا في أي نقاش يخص أوكرانيا والعلاقات مع روسيا.

ولم يكن الموقف الروسي من هذا التهميش مبهمًا، حيث قال لافروف بصراحة إن “أوروبا مصممة على استمرار الحرب في أوكرانيا، فما الحاجة لدعوتها إلى المفاوضات؟”، وهو تصريح يكرّس العجز الأوروبي عن التأثير في مسار هذه المحادثات.

ما وراء الكواليس: هل نحن أمام تفاهم روسي-أمريكي جديد؟

تؤكد المعلومات الأولية أن هذه المفاوضات ليست حول أوكرانيا فقط، بل تمتد إلى قضايا استراتيجية تشمل:

إعادة ترتيب العلاقات بين موسكو وواشنطن.

الشرق الأوسط، بما في ذلك دور روسيا في المنطقة.

الوساطة الروسية مع الصين وإيران وكوريا الشمالية.

العلاقة بين “بريكس” والولايات المتحدة.

تصريحات يوري أوشاكوف كانت واضحة في هذا الصدد، حيث قال إن “الأهم هو بدء تطبيع حقيقي للعلاقات بيننا وبين واشنطن.” هذا يعني أن هذه المحادثات تتجاوز الأزمة الأوكرانية، وتمهد لتفاهمات جديدة قد تغير شكل النظام الدولي.

أوروبا غاضبة… لكن القرار ليس بيدها!

جاءت ردود الفعل الأوروبية متوقعة، حيث رفض القادة الأوروبيون أي اتفاق بين موسكو وواشنطن دون مشاركتهم، لكن المفارقة أن القرار لم يعد بأيديهم. هذا التطور يضع أوروبا في موقف صعب، فهي لا تزال تصر على دعم أوكرانيا، كما يتضح من إعلان ألمانيا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، لكنها تجد نفسها خارج دائرة صنع القرار الحقيقي.

في المقابل، صرحت الحكومة الأوكرانية بأنها لن تقبل بأي محادثات سلام دون مشاركتها وشركائها الأوروبيين، في محاولة لعرقلة أي اتفاق ثنائي بين موسكو وواشنطن.

نهاية زيلينسكي باتت وشيكة؟

في ظل هذه التطورات، يبدو أن أيام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتت معدودة. فغياب الدعم الغربي الفعلي، والانشغال الأمريكي بملفات أكبر، قد يتركان كييف في عزلة خطيرة. مع تصاعد الحديث عن إمكانية تقديم أوكرانيا كورقة مساومة في إطار تفاهم أمريكي-روسي جديد، يصبح سيناريو استبدال زيلينسكي أو فرض حل سياسي على كييف أكثر احتمالًا.

إعادة ترتيب النظام العالمي؟

إن المفاوضات التي تشهدها الرياض ليست مجرد محادثات تقليدية، بل قد تكون بداية لتغيير جذري في ميزان القوى العالمي. فالتقارب الأمريكي-الروسي المحتمل يهدد بتقليص الدور الأوروبي، وقد يفتح الباب أمام نظام دولي جديد أكثر توازنًا بين الشرق والغرب. في هذا السياق، تبدو أوروبا عاجزة عن المواجهة، فيما تستعد موسكو وواشنطن لرسم ملامح المرحلة المقبلة بعيدًا عن أعين الأوروبيين.

ما سيحدث في الأشهر القليلة القادمة سيكون حاسمًا، لكن المؤكد أن زلزال الرياض قد يكون بداية لانهيار البنية السياسية التي دعمتها أوروبا منذ بداية الأزمة الأوكرانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى