اخبار العالم

عندما تُبتلى الشعوب بقيادات حمقى: احتفالات على أطلال الخراب

في مسرح عبثي مأساوي لا ينتهي، اتفقت الأطراف المتصارعة على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وبدأت جوقة الحمقى في الاحتفال بما يُسمى بـ”الانتصار”. جردة حساب سريعة للنتائج تُظهر بوضوح أن ما تحقق ليس إلا كارثة بحجم نكبة جديدة.

نكبة فلسطينية جديدة بثوب “طوفان الأقصى”

اكثر من 60 ألف قتيل فلسطيني، وكأن دماء الشعب باتت وقودًا لمغامرات طائشة لقيادات لا ترى أبعد من أنوفها.

أكثر من 100 ألف جريح، بينهم آلاف ممن سيعيشون بإعاقات دائمة، بينما القيادات تحتفل في أماكن آمنة.

تدمير 80% من غزة، وتحويل القطاع إلى ركام، دون أدنى خطة لإعادة الإعمار أو توفير حياة كريمة لمن تبقى من الناجين.

وفي النهاية، يقف هؤلاء القادة، الذين لا يُجيدون سوى إلقاء الشعارات الرنانة، ليدّعوا تحقيق نصر تاريخي، متناسين أنهم قضوا على ما تبقى من مقومات الحياة لشعب يعاني منذ عقود.

تدمير المشروع الإيراني: ضربة قاصمة لمحور الممانعة

إذا كان أحد يعتقد أن إيران، التي تدعي مقاومة إسرائيل، خرجت من هذه الحرب بلا خسائر، فهو واهم. لقد تعرض المشروع الإيراني الإقليمي لضربات قاسية:

مقتل حسن نصر الله ومعظم قيادات الصف الأول في حزب الله، وانهيار ترسانته العسكرية التي طالما تبجح بها كـ”رادع” لإسرائيل.

سقوط نظام بشار الأسد وهروبه مذعورًا إلى موسكو، بعد أن أصبح وجوده عبئًا حتى على داعميه.

انهيار محور المقاومة الذي لطالما صدّع رؤوسنا بالشعارات، ليخرج من هذه الحرب بلا أوراق قوة حقيقية.

الثمن المدفوع: الشعب وقود الغباء

الخسائر لم تقف عند هذا الحد؛ فكل ما حدث كان على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها. الفلسطينيون دُمّرت بيوتهم، السوريون ما زالوا يدفعون ثمن ثورتهم، واللبنانيون فقدوا ما تبقى لهم من أمن واستقرار.

السؤال الذي يثير الغضب: على ماذا يحتفل هؤلاء؟

بينما يتكدس القتلى تحت الأنقاض، والجرحى يبحثون عن علاج، والنازحون يفتشون عن مأوى، يقف الحمقى مزهوّين بانتصاراتهم الوهمية، يتبادلون التهاني وكأنهم حققوا فتحًا مبينًا.

الحقيقة المؤلمة هي أن هؤلاء القادة لا يحتفلون بالنصر، بل يحتفلون بكارثة صنعوها بأيديهم. يحتفلون بخسائر فادحة يدفع ثمنها الشعب وحده. هكذا هي حال الشعوب عندما تُبتلى بقيادات لا تعرف سوى الهتافات والجنون، تُحول كل فرصة للحياة إلى مشروع دمار، وتُغرق شعوبها في الدماء ثم تحتفل بالانتصار الوهمي.

هذه ليست قيادة، بل بلاء. وهذه ليست نصرًا، بل هزيمة بألف وجه. والسؤال الحقيقي الذي يجب طرحه: متى تستيقظ الشعوب من غيبوبتها، لتدرك أن أكبر أعدائها هم الحمقى الذين يقودونها نحو الهاوية، ثم يدعون أنهم صُنّاع المجد؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى