ثلاثة أطراف تدبر لإشعال حرب أهلية في سوريا!
بقلم تادي عواد
سقط بشار الأسد، ودخل الثوار دمشق معلنين بذلك نهاية حكم آل الأسد للأبد. لا يهم من كان وراء التخطيط والتنفيذ، أو من هيأ الظروف الدولية والمحلية وقدّم المعلومات الاستخباراتية للقائد العام أحمد شرع، المهم أن ما نواجهه اليوم هو سيناريو جديد لسوريا، نأمل أن يكون جميلاً ومفرحًا للشعب السوري، وأن لا يُكتب أو يُخرج من قبل المرشد الإيراني أو أتباعه.
هل انتهت القصة؟
بالطبع لا! مع تسارع الأحداث، تظهر في الأفق ثلاثة أطراف لا يرغبون في استقرار هذا البلد، كما يتضح من تصريحاتهم ودعمهم للاحتجاجات الدموية في الساحل السوري وحمص. الحقيقة أن المهزومين لم يستوعبوا بعد خسارتهم في سوريا، وخروجها من مشروع الهيمنة على المنطقة العربية.
الطرف الأول: إيران
بدأت إيران تهدد السوريين بشكل علني، وتبشرهم بأن الخراب والصراع في سوريا سيكونان حتميين خلال العام المقبل، بواسطة “المقاومة السورية”. هذا تهديد مباشر وتحريض مستمر من قمة القيادة الإيرانية وأذرعها السياسية والأمنية، حيث يوجهون رسالة إلى الشعب السوري: “لا تفرحوا، فالقادم أسوأ مما تتوقعون”. إيران لا تزال تأمل في العودة إلى سوريا وطرد “المنتصرين” السوريين، ممثلين في “هيئة تحرير الشام” وأصدقائهم الأتراك.
الطرف الثاني: خلايا نظام الأسد
أما خلايا نظام الأسد، بما في ذلك ماهر الأسد وأركان النظام الفاسدين الذين فقدوا فجأة سوريا وثرواتها التي كانت ملكًا لهم، فقد يكونون قادرين على تنفيذ تهديداتهم عبر تفجيرات واغتيالات ضد المدنيين والمسؤولين الجدد في دمشق. بالتعاون مع الإيرانيين، قد يعيدون تفعيل تنظيم “داعش” داخل سوريا وخارجها، خاصة في الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
الطرف الثالث: مافيات المخدرات
جمهوريات المافيات والمخدرات في لبنان وسوريا وإيران وأمريكا الجنوبية لن تمر دون تداعيات خطيرة بعد سقوط بشار الأسد. كانت هذه الشبكات تستفيد بشكل ضخم من تجارة الكبتاغون والمخدرات عبر الحدود السورية. مع سقوط الأسد، ستفقد هذه الأطراف منابع دخلها، مما يجعلها من أخطر الأطراف القادرة على تمويل الفوضى والدمار.
الخطر القادم
تتآمر الأطراف الثلاثة لإثبات أن سوريا لن تكون آمنة أو مستقرة أو مستقلة بعد سقوط الأسد والمحور الذي تقوده إيران. هذه المخاطر تهدد الجميع في المنطقة.
الخطر ليس بالهين، وعلى الدول العربية أن تتحمل العبء الكبير لمنع سقوط النظام الجديد، عبر احتضانه ودعمه ماليًا وسياسيًا لضمان استمراريته. كما أن على تركيا أن تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على استقرار سوريا، وتعزيز وتسليح السلطة الجديدة، حتى لا تعود سوريا ضعيفة وهشة من جديد.