اخبار العالم

النظام السوري بين خطر السقوط وتداعيات الانهيار على المنطقة

الوضع الراهن للنظام السوري

1. الوضع العسكري:

سقوط حلب وريفها:

تشكل حلب مركزاً استراتيجياً مهماً للنظام السوري على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية. سقوطها السريع يعكس ضعفاً في القدرات الدفاعية للنظام.

حلب كانت تُستخدم كنقطة تمركز لعمليات النظام شمال سوريا، كما أن السيطرة عليها تُمثل انتصاراً معنوياً كبيراً للثوار.

سقوط ريف حماة:

سيطرة الثوار على ريف حماة خلال ثلاثة أيام يُظهر ضعف دفاعات النظام وانخفاض الروح المعنوية لقواته.

حماة تُعد عقدة وصل بين مناطق النظام الحيوية، وسقوطها يهدد بخسارة العاصمة دمشق، خاصة مع تقدم الثوار جنوباً.

خط الدفاع الجديد في حماة:

يشير إنشاء هذا الخط إلى إدراك النظام لحجم الخطر، لكنه أيضاً يعكس استنزاف قواته وقدراته، إذ أن إنشاء خطوط دفاع جديدة غالباً ما يكون مؤشراً على ضعف الإمكانات الميدانية.

2. التراجع الروسي:

انسحاب معظم القوات والطائرات الروسية للتركيز على الحرب في أوكرانيا أدى إلى تقليص الدعم العسكري للنظام.

بقاء عدد محدود من الطائرات في قاعدة حميميم لن يُحدث فرقاً كبيراً، خاصة مع ضعف التنسيق الجوي والضغط الميداني الكبير على القوات السورية.

روسيا كانت تُشكل عنصر توازن استراتيجي في الصراع، وغيابها يُرجح كفة الثوار، خاصة في ظل تصاعد العمليات العسكرية ضد النظام.

3. تراجع دعم الحلفاء:

حزب الله اللبناني:

تكبد حزب الله خسائر بشرية كبيرة في حربه مع إسرائيل (حوالي 4000 قتيل و10,000 جريح، منهم 2000 معاق)، مما يضعف قدرته على الاستمرار في دعم النظام السوري.

هذا التراجع سيؤثر على قدرة النظام في تأمين خطوط دفاعه في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

الحشد الشعبي العراقي:

الضربات الجوية ضد الحشد الشعبي أثناء محاولته دخول سوريا تعيق تعزيزات النظام وتُظهر ضعف التنسيق مع إيران.

دخول مجموعات صغيرة عبر الطرق الترابية لا يُغطي الفجوة التي خلفها غياب الدعم الروسي وفاغنر.

مخاطر سقوط النظام السوري

1. المؤشرات على احتمال السقوط:

التراجع العسكري الميداني السريع يشير إلى ضعف قدرة النظام على الصمود لفترات طويلة.

انقطاع الدعم الروسي المباشر وتقليص المساعدات الإيرانية يترك النظام في مواجهة غير متكافئة مع الثوار.

تدهور الاقتصاد السوري بسبب فقدان مناطق غنية بالموارد، مما يؤدي إلى زيادة الفقر والتوتر الداخلي.

2. سيناريوهات السقوط:

إذا تقدم الثوار نحو حماة وهددوا العاصمة دمشق، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار شامل للنظام.

في حال عجز النظام عن تأمين ممرات دعم عسكرية ولوجستية من إيران أو العراق، سيواجه صعوبات أكبر في الاستمرار.

تداعيات سقوط النظام السوري على المنطقة والدول المحيطة

1. لبنان:

تأثير مباشر على حزب الله:

مع سقوط النظام، يفقد حزب الله طريق الإمدادات الاستراتيجي من إيران عبر سوريا.

سيُضعف ذلك قدرة حزب الله على الاستمرار كقوة عسكرية مهيمنة، مما يفتح المجال لتوترات داخلية في لبنان.

أزمة اللاجئين:

سقوط النظام قد يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين السوريين، مما يزيد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمات متعددة.

2. العراق:

تأثير على الحشد الشعبي:

غياب النظام السوري يقطع الطريق البري الرابط بين إيران والعراق وسوريا، مما يُضعف قدرة الحشد الشعبي على التنقل والإمداد.

هذا قد يؤدي إلى تراجع النفوذ الإيراني في العراق.

عودة النشاط الجهادي:

سقوط النظام قد يفتح المجال أمام الجماعات الجهادية لإعادة تنظيم صفوفها، خاصة في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.

3. إسرائيل:

رغم عداء إسرائيل للنظام السوري، إلا أن سقوطه قد يُشكل تهديداً أكبر، حيث يمكن أن تنشط جماعات مسلحة معادية في فراغ السلطة الناتج.

قد تدفع إسرائيل نحو تدخل أكبر لضمان أمن حدودها، ما يزيد من احتمال تصاعد التوتر في المنطقة.

4. تركيا:

تحديات أمنية جديدة:

انهيار النظام قد يؤدي إلى زيادة النشاط الكردي على الحدود السورية-التركية، بالإضافة إلى احتمال تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.

أزمة اللاجئين:

موجة جديدة من اللاجئين قد تزيد الضغط على تركيا، التي تستضيف بالفعل ملايين السوريين.

5. إيران:

ضربة استراتيجية:

سقوط النظام السوري يُمثل خسارة كبيرة لإيران، حيث تفقد أحد أهم حلفائها في المنطقة.

كما يُهدد ذلك استراتيجيتها الإقليمية التي تعتمد على شبكة حلفاء تمتد من العراق إلى لبنان.

تأثير داخلي:

قد يؤدي الفشل في حماية النظام السوري إلى تقويض موقف النظام الإيراني داخلياً وإضعاف شرعيته.

الخلاصة

النظام السوري يواجه تهديداً وجودياً بسبب تراجع الدعم الخارجي، خسائره الميدانية، والأزمات الاقتصادية.

سقوط النظام قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي، مع تداعيات خطيرة على لبنان، العراق، إيران، تركيا، وإسرائيل.

في غياب تسوية سياسية شاملة، يُرجح أن يؤدي سقوط النظام إلى مزيد من الفوضى والصراعات في المنطقة، مع احتمال صعود قوى غير حكومية للسيطرة على المشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى