وكلاء إيران استولوا على السلطة في بغداد وهم يقضون على الدولة
أهم ما جاء في تقرير لمجلة foreign affairs:
العراق ينهار بهدوء:
يرى فريق الأمن القومي لبايدن أن هدوء الشرق الأوسط هو غاية في حد ذاته – بما في ذلك العراق، رغم أنه لم يرفع علم النصر.
يعتقد البيت الأبيض أن خفض التصعيد الإقليمي ضروري للسماح للولايات المتحدة بالتركيز على منافستها مع الصين. لكن في العراق، هذا النهج له تكاليف طويلة الأجل: يتم استغلال رغبة الولايات المتحدة في الهدوء من قبل حلفاء طهران لزعزعة استقرار سياساتها.
قد يبدو العراق هادئا، لكن يبدو أنه قد يكون خادعا. تدخل البلاد في الواقع فترة خطيرة بشكل فريد. حقق حلفاء إيران سيطرة غير مسبوقة على البرلمان العراقي والقضاء والسلطة التنفيذية، وهم يتلاعبون بسرعة بالنظام السياسي لصالحهم ونهب موارده.
موقف واشنطن المتسامح تجاه سيطرة حلفاء إيران لا يؤدي إلا إلى إعدادها للمشاركة المكلفة في وقت لاحق.
احتكار الإطار التنسيقي لجميع فروع الحكومة العراقية لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد بعد 2003. إنه يحكم بدرجة من السلطة المطلقة التي لم يشهدها العراق منذ أيام صدام حسين.
السوداني دمية: رغم أن رئيس الوزراء هو مدير قطاع عام متمرس ويعمل بجد، فإنه يقود العراق بالاسم فقط ويتم الاستخفاف به علنا من قبل حلفاء طهران في بغداد.
القوى الحقيقية هي 3 أمراء حرب، كل منهم مرتبط ارتباطا وثيقا بإيران، على رأس الإطار التنسيقي: الإرهابي الذي صنفته الولايات المتحدة، الخزعلي قائد ميليشيا العصائب، والمالكي والعامري.
مناورة الصدر الانتخابية فشلت بسبب تدخل القضاء، وحركته خرجت من السلطة، والآن تلعق جراحها. كما أن الميليشيات المدعومة من إيران ليس لديها ما تخشاه من المتظاهرين الشباب اليائسين والبائسين.
تداعيات استيلاء الإطار التنسيقي على الحكومة العراقية واضحة بالفعل. تتمتع الكتلة الآن بزمام الحرية في تعزيز السيطرة الشاملة على البلاد، ونهب موارد الدولة العراقية، وقمع الأصوات المعارضة، ولا يظهر صعوده أي علامات على التراجع.
الإطار التنسيقي يوجه تصرفات القضاء إلى حد لم نشهده منذ سقوط صدام. كبير القضاة في العراق، فائق زيدان، حليف وثيق لأمراء الحرب.
تحت قيادته، فائق زيدان، تدخلت المحكمة العليا في العراق بشكل حاسم في سياسات البلاد لتكريس قوة الميليشيات. في اللحظة التي احتاجها الإطار التنسيقي لعرقلة فوز الصدر بالانتخابات عام 2021، غيرت المحكمة قواعد تشكيل الحكومة، حيث قررت أن الصدر بحاجة إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، بدلا من الأغلبية البسيطة، لتشكيل الحكومة.
يستخدم الإطار التنسيقي سلطته غير المقيدة لدمج نفسه في مؤسسات الدولة العراقية الأخرى. أصبحت كل من جهاز المخابرات ومطار بغداد وأجهزة مكافحة الفساد والمراكز الجمركية تحت سيطرة الجماعة منذ أكتوبر 2022.
تستخدم الجماعات المدعومة من إيران نفوذها المتزايد داخل المؤسسات لتصعيد الجهود لإسكات خصومها المحليين. بعد السيطرة على هيئة الاتصالات والإعلام وضعوا خططا لإدخال لوائح المحتوى الرقمي الصارمة التي تعد بسحق حرية التعبير للعراقيين.
ينهب الإطار التنسيقي موارد الدولة العراقية من أجل مصلحته السياسية. أنشأت الجماعات المدعومة من إيران شركة مملوكة للدولة تعمل بنشاط على تعزيز أصول الدولة، باستخدام نفس النهج الذي اتبعه الحرس الثوري الإيراني. علاوة على ذلك، أشرفت هذه الجماعات على التوسع الهائل في ميزانية العراق في محاولة لشراء دعم السكان وهم يوطدون سلطتهم.
لطالما سعى سياسيو الميليشيات في الإطار التنسيقي للسيطرة على شركة يمكنها تجميع الأراضي الحكومية وغيرها من الأصول العامة. نموذجهم لهذا الجهد هو تكتل خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي حقق نفوذا اقتصاديا وسياسيا هائلا في إيران من خلال منحه أكثر من 1200 عقد بناء، بقيمة تزيد عن 50 مليار دولار، منذ تشكيلها، عام 1990.
شركة المهندس صلاحياتها غير محدودة، ويمكنها العمل في أي قطاع، كما يوحي اسمها الكامل، وهي في الأساس حاوية فارغة يمكن للميليشيات المدعومة من إيران من خلالها تعزيز سيطرتها على الاقتصاد العراقي. يمكن للشركة الجديدة، أن تحصل على أراضٍ مجانية، ورأس مال حكومي، ومؤسسات مملوكة للدولة، ويمكنها القيام بأعمال البناء والهدم دون موافقة مجلس الوزراء أو البرلمان.