ليس دفاعا عن محمد بن سلمان انما للحقيقة والتاريخ
بعد ان تطرق حسن نصرالله، (بمناسبة الذكرى الـ40 للثورة الإيرانية) الأمين العام لحزب الله اللبناني، إلى الحركة الوهابية وحديث ولي عهد المملكة العربية السعودي، حيث قال وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: “العالم أصبح عنده إقبال على الإسلام و هناك نسخة الخميني ونسخة الوهابية وهناك نسخ أخرى، قالوا (أمريكا) له تفضل يا آل سعود روجوا نسخة الوهابية في العالم، ولذلك اليوم عندنا نموذجين، عندنا الجمهورية الإسلامية في إيران وعندنا نموذج آخر..”
غير ان الوقائع واحاديث محمد بن سلمان تنفيان جميع المزاعم فولي العهد السعودي، وفي مقابلة سابقة مع صحيفة “ذا اتلانتيك”تطرق مطولا في تعريف الوهابية، حيث قال: “لا أحد يستطيع تعريف -ما تسمونه- الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في المملكة العربية السعودية مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شِيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء. نعم، في المملكة العربية السعودية واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة -الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية، وهي مذاهب تختلف فيما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي
وفي المقابلة ذاتها، لفت ولي العهد إلى أن “الإسلام هو دين السلام. هذه هي الترجمة الصحيحة للإسلام. ربنا، في الإسلام، وضع على عاتقنا مسؤوليتين: أولًا الإيمان، والقيام بكل ما هو جيد وتجنب المعاصي. وفي حال عصينا، فإن الله سيحاسبنا يوم الحساب. وواجبنا الثاني. وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله -سبحانه. فعلى مدى 1400 سنة، كان المسلمون يسعون لنشر كلمة الله في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، لم يكن مسموح لهم نشر كلمة الله بالحسنى، لذلك قاموا بالقتال من أجل نشر الرسالة، وهذا واجبنا. ولكنك ترى أيضًا أنه في العديد من الدول في آسيا، مثل إندونيسيا وماليزيا والهند – كان لدى المسلمين الحرية في نشر كلمة الله. وقد قيل لهم “تفضلوا” بإمكانكم قول ما ترغبونه وللناس حق الإيمان بما يشاؤون. في هذا السياق، لم يكن نشر الإسلام باستخدام السيف بل بالنشر السلمي لكلمة الله.”
وأضاف: “في هذا المثلث (إيران، الإخوان المسلمون، الجماعات الإرهابية)، يسعون للترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقًا لفهمهم وأطماعهم، لكن الله –سبحانه – لم يأمرنا بذلك، والنبي محمد لم يأمرنا بالقيام بذلك. فالله أمرنا بنشر كلامه. وهذه المهمة لا بد من إنجازها. واليوم -في الدول غير الإسلامية- أصبح لكل بشرٍ الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به. وأصبح بالإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة. والرسالة يتم إيصالها. والآن لم يعد واجبًا علينا أن نقاتل من أجل نشر الإسلام –مادام مسموحًا للمسلمين الدعوة بالحسنى-. لكن في مثلث الشر، يرغبون بالتلاعب بالمسلمين، وإخبارهم بأن واجبهم كمسلمين – ومن أجل كرامتهم– يتطلب تأسيس إمبراطورية إسلامية (بالعنف والقوة وفق الأيديولوجيا المحرفة لكل أضلاع مثلث الشر)”.
وفي مقابلة أخرى مع صحيفة فورين افيرز الأمريكية، عبر الامير مهمد بن سلمان عن دهشته حول “سوء الفهم العميق” من الأمريكيين تجاه الربط بين “الوهابية” والإرهاب، حيث قال حينها: “إن التشدد لا علاقة له بالوهابية، فإذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا مؤخرا؟”
جميع تصاريح الامير محمد بن سلمان وافعاله تشير بشكل واضح الى بعده عن التطرف ، رجل يملك نظرة واضحة عن الارهاب واسبابه ويسعى لمحاربته بكل الطرق ، وقد بدأ بحملة واسعة داخل السعودية لمكافحة الفساد والتطرف ، وبالتالي هو شاب يمثل مستقبل مشرق ومتطور للسعودية