روسيا وإسرائيل تتوحدان ضد إيران في سوريا…
بعد تناغم استمر سنوات بين روسيا وإيران في مساندة النظام السوري، طفا إلى السطح مؤخراً بوادر صراع بين البلدين، لأسباب أحدثها اندلاع اشتباكات بين قوات النظام الموالية لموسكو، وأخرى لطهران.
صراع التقطت إسرائيل خيطه على وجه السرعة، وسارعت بالتوجه نحو روسيا، لتشكيل جبهة موحدة ضد طهران التي طالما كانت الضلع الثالث في مثلث شكلت روسيا والنظام السوري ضلعيه الآخرين، والثلاثي جمعهم هدف واحد هو الوقوف بوجه المعارضة السورية.
وتشهد العلاقات الإيرانية الروسية في سوريا منذ فترة حالة من التوتر، تجلّت في استهداف إسرائيل لمواقع المجموعات الإرهابية التابعة لإيران في سوريا بعلم وتسهيل من موسكو.
ومنذ وقت طويل لم يعتمد النظام السوري على جيشه في قتال المعارضة، بسبب الانشقاقات والخسائر الكبيرة التي تعرض لها في معاركه، ما دفعه للاستعانة بمجموعات إرهابية تابعة لإيران للقتال بدلا عنها، فيما تقدم روسيا دعما جويا لها.
ومنتصف الشهر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه أنهى سلسلة لقاءات عمل مع وفد يضم ضباطا كبارا من الجيش الروسي، لبحث تحسين آلية منع الاحتكاك بين الجيشيْن في سوريا.
التقارب الإسرائيلي الروسي، جاء بعد أن شهدت علاقات الطرفين توترا عقب تسبب مقاتلات إسرائيلية في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بإسقاط طائرة استطلاع روسية ومصرع 15 عسكريا كانوا على متنها، خلال غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع في سوريا.
وقبل نحو أسبوع اندلعت اشتباكات بين “الفرقة الرابعة” في قوات النظام السوري الموالية لإيران التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام من جهة، وبين “قوات النمر” التي يقودها العميد الموالي لروسيا سهيل الحسن.
وبدأت الاشتباكات بين الجانبين جراء الصراع على مكاسب مادية وسيطرة على طرق ومنازل.
ونشر موقع “دويتشه فيله” الألماني تقريرا مؤخرا، حول الموضوع جاء فيه أن “روسيا وإيران يبتعدان عن بعضهما في سوريا، فيما يترسخ ثنائي جديد هو روسيا وإسرائيل، ويجمعه هدف تقليل الوجود الإيراني في سوريا، وبهذا فإن طهران تواجه العزلة تدريجيا”.
ونقل التقرير عن وزير الهجرة الإسرائيلي يواف غالانت، قوله في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، أن “المرحلة التي كان لا بد فيها من النظر إلى روسيا وإيران وحزب الله كحلفاء قد انتهت، وبات إخراج إيران من سوريا هدف مشترك لروسيا وإسرائيل”.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تعتبر وجود دولة شيعية على حدودها أمر غير مقبول، فيما ترى روسيا في وجود إيران عامل تشويش ومعطل لجهودها في ترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا بعد 8 سنوات من الحرب.
ولفت إلى أن “الاتصالات الدبلوماسية بين موسكو وتل أبيب تكثفت في الآونة الأخيرة بخصوص سوريا”.
واعتبر أن الاشتباكات بين “قوات النمر” و”الفرقة الرابعة” في مدينة حماه، نتيجة عزلة سياسية تعيشها إيران.
التقرير لفت أيضا إلى أن خروج إيران من سوريا أمر صعب جدا، وأن امتلاك رجال أعمال إيرانيين لأموال غير منقولة كثيرة في دمشق، سيقوي الروابط بين طهران ودمشق.
من جانبه يقول الخبير السياسي الروسي أنطون مردسوف، في مقال تحليلي على موقع “المونيتور” الإخباري، أن الصراع الروسي الإيراني كان دائما جزءًا من الحرب السورية، إلا أن هذا الصراع تطور مؤخراً ليأخذ بعدا سياسيا يؤثر بشكل مباشر على مستقبل جيش النظام السوري وبقية العناصر العسكرية.
ويتطرق مردسوف إلى تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في 25 من يناير الماضي، لقناة “سي إن إن” الأمريكية قال فيه إنه “من المفضل تجنب وصف إيران وروسيا بالحلفاء”.
وأوضح مردسوف أن الاشتباكات التي جرت بين ” الفرقة الرابعة” و”قوات النمر” تأتي في هذا الإطار، لافتاً إلى أن صحيفة “نوفايا” الروسية، قالت في إحدى تقاريرها إن “روسيا وإيران بدآ بمنافسة لاحتكار كامل الشرق الأوسط”.
وذكرت صحيفة “RBC” الاقتصادية الروسية في مقال قبل نحو شهرين، أن المجموعات التي تدعمها إيران تزيد قوتها مع الزمن مستفيدةً من فراغ السلطة، وهذا يعيق هدف روسيا في توحيد جيش النظام السوري تحت قيادة واحدة.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة أن تقوم روسيا بتقييد قوة المجموعات التابعة لإيران في سوريا، وتشكيل قيادة عسكرية قوية لقيادة الجيش بحيث تبتلع بقية القوى العسكرية في مناطق النظام السوري.
وكالة الاناضول