اللجنة الاسقفية: الكيل قد طفح وأن غضب اللبنانيين الشرفاء أقوى من أي تهديد وأي إستقواء بالسلاح
وطنية – أكدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام في بيان، أنها لم تفاجأ بـ”العناوين الحاقدة والجائرة التي صدرت بها اليوم صحيفة “الاخبار” التي قامت بالتطاول مرة جديدة على أبرز القامات الدينية والوطنية في لبنان التي أعطيت مجد لبنان والدفاع عنه منذ 1600 سنة مرورا بتأسيس الكيان وصولا الى ايامنا الحاضرة”.
ورأت أن “توجيه مثل هذه الاتهامات الرخيصة الى غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو انعكاس لتوجهات هذه الصحيفة التي بدأبها على هذا السلوك، تشوه سمعة الصحافة في هذا البلد التي على مر التاريخ كانت ركيزة الحرية والدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال، خلافا لما هو عليه حال هذه الصحيفة التي تقود منذ فترة حملة سياسية مبرمجة مدفوعة من جهات معروفة لمحاولة النيل من المواقف الوطنية الجريئة التي أعلنها ويعلنها نيافة الكاردينال وفي طليعتها موضوع “الحياد الناشط” وفك الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية”.
واعتبرت أن “إتهام صاحب الغبطة بالتماهي مع العدو والدعاية الاسرائيلية ضد “المقاومة”، هو اتهام مرفوض ومردود لأصحابه، وبدلا من توجيه الاتهامات جزافا الى صاحب الغبطة الذي لا تشكيك بصحة معلوماته، ننصح الصحيفة بالتدقيق والاستقصاء عمن يخزن الاسلحة والمتفج weرات في الاحياء السكنية وبين المدنيين لأنه هو نفسه من يتماهى مع العدو، ويستخدم المدنيين الابرياء دروعا بشرية في حروبه ويستدرج العدو لقصف هذه الاحياء وإيقاع الضحايا البريئة والدمار والخسائر الجسيمة، وفيما ننتظر نتائج التحقيق في كارثة الانفجار في مرفأ بيروت، نستغرب هذا الهلع من التحقيق الدولي وكأن هناك أشياء يود البعض التعمية عليها في ظل شكوك بتلاعب في مسرح الجريمة تماما كما حصل بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وأعلنت اللجنة الاسقفية أنها تضم صوتها الى “صوت غبطة البطريرك الراعي لدهم مخابىء الاسلحة والمتفجرات غير الشرعية من قبل السلطات الامنية المختصة وعدم التغطية على أي منها تحت أي ذريعة، لأن حياة الناس أهم من كل المعادلات التي لم تجلب الى الوطن سوى الخراب والازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بحيث أثبتت الدراسات وآخرها دراسة “الاسكوا” أن أكثر من 55 في المئة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، ويعيشون بأقل من 14 دولارا في اليوم. وهذا يدفعنا الى التأكيد على أن العيش بسلام وبحياد إيجابي عن صراعات المحاور والموت هو أفضل بكثير من العيش بقلق وإضطراب دائم خدمة لمآرب حزب من هنا أو محور من هناك يأتمرون بأوامر من الخارج”.
ونبهت “القائمين على هذه الحملة بأن الكيل قد طفح وأن غضب اللبنانيين الشرفاء أقوى من أي تهديد وأي إستقواء بالسلاح، وإن الاقلام التي تطالعنا عبر هذه الصحيفة وغيرها من المواقع الاعلامية في اطار هذه الحملة، هي الأقلام العميلة والمعروفة بارتباطاتها السياسية المشبوهة وبولاءاتها لغير لبنان، وستتم ملاحقتها قانونيا. ولن ينجح هؤلاء الصغار في تشويه أو شيطنة تاريخ البطريركية المارونية الناصع كثلج صنين الابيض، ولن يفلحوا في استبدال أرزتنا التي تتوسط علمنا اللبناني برموز من هنا أو هناك. والعجب كل العجب كيف يسكت بعض من في السلطة ويدعي حماية حقوق المسيحيين عن هذا التهجم الظالم وهذه الاتهامات الجائرة بحق صاحب الغبطة، وهذه الاستباحة غير المقبولة لرمز من رموز الحرية والعيش المشترك في لبنان عشية إحياء مئوية لبنان الكبير، إلا اذا كانوا منشغلين حاليا بتوزع الحصص والمغانم مما تبقى من تركة الدولة، بدل التركيز على تطبيق الاصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي قبل ضياع الفرصة الاخيرة”.