اخبار العالم

“تطبيع” طبي بين تركيا وإسرائيل… من الكمامة إلى برمجيات ترصّد “كورونا”

من المتوقّع وصول شحنة ضخمة من المعدات الطبية من تركيا إلى إسرائيل، تضم كمامات وملابس واقية للطواقم الطبية، إضافة إلى أجهزة تنفس ومعدات أخرى، ولوازم للأجهزة الخاصة بعلاج مرضى كورونا.

وقال متحدّث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، “تركيا تلقّت طلباً من إسرائيل، لشراء المعدات”، مؤكداً أنّ “الشحنة ستصل إليها في غضون أيام”.

وذكرت مصادر تركية، أن شحنة معدات وأدوية “أخرى” سترسلها تركيا إلى “الفلسطينيين” في غزة ورام الله، وطلبت من إسرائيل “تسهيل عملية عبور المعدات” إلى الفلسطينيين.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أكّدت أنّ إسرائيل قامت بعملية شراء تجارية من تركيا، والمعدات مخصصة لها فقط، و”لا يوجد قسمٌ منها للفلسطينيين”، ويشار إلى أنّ تل أبيب اشترت تلك المعدات بـ20 مليون دولار.

مطالب أنقرة لإتمام الصفقة
وفي التفاصيل، الصفقة أُبرمت بواسطة غرفة العمليات الخاصة بأزمة كورونا بإسرائيل، التي يقودها رئيس الموساد يوسي كوهن، وتضم الغرفة إضافة إلى الموساد كلاً من الاستخبارات العسكرية ووزارتي الدفاع والصحة وعدد من ممثلي الوزارات والهيئات المعنية.

وقال مصدر إسرائيلي، لـ”اندبندنت عربية”، “العملية مع تركيا جرت بعد توجّه قام به رئيس الموساد وطاقمه، للسلطات التركية بشأن تلك المعدات واللوازم الطبية”.

وأضاف، “تركيا استجابت إلى الطلب، واُتفق على أن تساعد تل أبيب أنقرة في العلاقة مع موسكو بسوريا، وأيضاً تزويدها ببرامج حاسوب إسرائيلية تُستخدم لرصد مرضى كورونا ومحيطهم، ومحاولة حصر تحرّكات هؤلاء، وإلزامهم الحجر الصحي وقت الحاجة”.

وقبل أكثر من شهر أوعز نتنياهو بإقامة غرفة عمليات خاصة لأزمة كورونا، وأوكل مهمة قيادتها إلى رئيس الموساد يوسي كوهن من أجل التزوّد بكل المستلزمات الخاصة والمعدات الطبية من شتّى أنحاء العالم، إذ إن لجهاز الموساد علاقات متشعبة عبر العالم، ومع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وكان الموساد أحضر في بداية الأزمة أجهزة لفحص كورونا من دول لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

وقال المصدر، “إن أي صفقة أو شحنة مواد طبية أو مستلزمات أو أجهزة تنفس، وما إلى ذلك لا تُبرم إلا بقيادة رئيس الموساد، الذي يجري كل العمليات الخاصة هذه بالتنسيق مع الهيئات الطبية المعنية وبالتعاون مع وزارة الدفاع والجيش”.

علاقات جيدة
وتابع، “علاقات إسرائيل مع تركيا في مجملها جيدة بعض الشيء، أمّا في الجانب الأمني فيوجد تعاون لم يتوقّف، ولا في أي مرحلة من المراحل”. وحسب المصدر فإن هذا التعاون (الأمني) لا يتأثر بالتطورات السياسية، لأنه “يعد مصلحة قومية للجانبين”.

وكان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي أعلن أخيراً أنه في إطار غرفة العمليات الخاصة هذه جرى رفع جميع العقبات بعد تدخل رئيس الحكومة، ووصلت ثلاث شحنات عملاقة أرسلتها ثلاث دول تحتوي على 2.4 مليون قرص كلوروكين.

وذكر بيان مكتب رئيس الحكومة، أن الشحنات التي استوردتها غرفة العمليات الخاصة الإسرائيلية تحتوي على طنين ونصف الطن من مواد التخدير أرسلتها إيطاليا، و2.4 مليون قرص كلوروكين، وهو دواء تجريبي لمعالجة مرضى كورونا، وملايين من المعدات الواقية: كمامات وبدلات واقية أرسلتها الصين.

إضافة إلى ذلك، وبموجب البيان، فإنه في أعقاب المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء نتنياهو مع رئيس الوزراء الهندي مودي، أرسلت الهند قبل عدة أيام شحنة احتوت على أطنان من المواد الخام المطلوبة لإنتاج دواء كلوروكين.

وقال البيان، إن التعاون الذي تبلّور في غرفة العمليات الخاصة التي شُكلت بتعليمات رئيس الوزراء نتنياهو، التي يترأسها رئيس الموساد، أدّى إلى شراء كميات كبيرة جداً من المستلزمات الطبية الضرورية لمكافحة فيروس كورونا في إسرائيل.

وفي هذا السياق توجّه اتهامات إلى الموساد بسرقة مواد طبية ولوازم خاصة بالمستشفيات من أماكن عدة بالعالم، في إطار عمل غرفة العمليات الخاصة بأزمة كورونا. وردّ المصدر قائلاً “كلام عارٍ من الصحة”، نافياً أن يكون أي مسؤول إسرائيلي صرّح بهذا الأمر، ومؤكداً “غرفة العمليات تقدّم كل ما بوسعها محلياً، وتستغل قدرات الأجهزة العسكرية والأمنية لتصنيع وتأمين ما يلزم للمستشفيات في إطار مواجهة كورونا بإسرائيل”.

اندبندنت عربية

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button