المواجهات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة تحصد 94 قتيلا في إدلب
تواصلت الاشتباكات اليوم الاثنين على محاور عدة في ريف إدلب، إذ استكملت القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها هجومها العنيف على بلدة النيرب وسط استمرار القصف البري التركي بشكل مكثف.
وقُتل تسعة عناصر من قوات النظام السوري بقصف تركي في شمال غربي سوريا الاثنين، في يوم دامٍ سُجّل فيه سقوط 94 قتيلاً في صفوف طرفي القتال الدائر في محافظة إدلب بين قوات النظام السوري والفصائل المسلّحة المناهضة له، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن أربعة عناصر من قوات النظام السوري قُتلوا قرب بلدة النيرب، فيما قُتل خمسة آخرون قرب مدينة السراقب.
وفي وقت تواصلت الغارات الجوية الروسية الداعمة لقوات النظام، نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء اليوم الاثنين عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن موسكو وأنقرة تجهزان لبدء سلسلة مشاورات جديدة بشأن سبل خفض التصعيد في المحافظة السورية المضطربة.
وقال لافروف “يتم الإعداد الآن لسلسلة جديدة من المشاورات التي نأمل في أن تقودنا إلى اتفاق بشأن كيفية ضمان أن تكون تلك منطقة خفض تصعيد بحق، وألا ينشط الإرهابيون هناك”.
غارات روسية
وتزامن مقتل خمسة مدنيين على الأقل الاثنين في غارات شنّتها روسيا على شمال غربي سوريا دعماً لقوات النظام السوري، مع تقدم الفصائل السورية المعارِضة منها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والقوات التركية في بلدة النيرب والسيطرة على أجزاء منها، أما في ريف إدلب الجنوبي فاستمرت الاشتباكات على محورَي رويحة وحنتوتين، بين الفصائل ومجموعات متشددة من جهة، وجنود النظام ومسلحين موالين لهم من جهة أخرى.
عشرات القتلى
ووثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مزيداً من الخسائر البشرية جراء القصف والاشتباكات في ريفَي إدلب الشرقي والجنوبي خلال اليوم الاثنين، حيث قُتل 21 عنصراً من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، إضافة إلى مقتل 27 مسلحاً من الفصائل والمتشددين، من بينهم 18 بقصف جوي روسي، بينما وردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى من الروس جراء استهداف مواقع لهم في محور حنتوتين جنوب إدلب.
وأحصى المرصد منذ مساء 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، 633 قتيلاً في صفوف قوات النظام والمليشيات الموالية لها، من بينهم 18 من ميليشيات أجنبية موالية لإيران، بينما بلغ عدد المسلحين المعارِضين الذين قُتلوا 725 بينهم 547 من المجموعات المتشددة.
“أم فور”
وأورد المرصد أن “قوات النظام حققت تقدماً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسيطرتها على عدد من القرى غرب مدينة معرة النعمان” التي استولت قوات النظام عليها نهاية الشهر الماضي. كما تقع جنوب طريق دولي يعرف باسم “إم فور”، يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب.
وتسعى قوات النظام، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إلى السيطرة على جزء من هذا الطريق يمرّ في إدلب، تمهيداً لإعادة فتحه وضمان أمن المناطق المحيطة به.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن وحدات الجيش “تابعت تقدمها في ريف إدلب الجنوبي… بعد معارك مع المجموعات الإرهابية”. وأفادت عن سيطرتها على سبع قرى على الأقل.
وبعد ضمانها الشهر الحالي أمن مدينة حلب وإبعاد مقاتلي “هيئة تحرير الشام” والفصائل المعارضة عن محيطها، وسيطرتها على كامل الطريق الذي يربط المدينة بدمشق جنوباً، تركّز قوات النظام عملياتها في منطقة جبل الزاوية.
ولتحقيق هدفها بإبعاد الفصائل المقاتلة عن طريق “أم فور”، يتعيّن على قوات النظام “شنّ هجمات على مدينتَي أريحا وجسر الشغور”، وفق عبد الرحمن.
ويقول محللون إن المعركة لن تكون سهلة كون جسر الشغور تعد معقلاً للحزب الإسلامي التركستاني، الذي يضم غالبية من المسلحين الصينيين من أقلية الأويغور.