أن تستيقظ على وطن ليس فيه بطرك الإنسان والحرية ..
بشع وجدا.. وقاس وجدا..
أن تستيقظ على وطن ليس فيه بطرك الإنسان والحرية ..
ومؤلم وجدا أن يطل عليك وقد سبق اسمه مصطلح الراحل أو على شكل ريبورتاج من على شاشات النلفزة وفي الصحف ووسائل التواصل .. وتبدأ الرضوخ لفكرة غيابه .
من حقه الرحيل .. ومن حقنا الحزن والبكاء ..
إذ ليس الأسى على فراقه مجرد شعور .. بل هو فراغ هائل أحدثه هذا الغياب ، يهدد عالمنا الجواني بكثير من الصمت والانتظار واللا حول ..
فليس بأقل من قديس من يعلم الناس نعمة الاختيار ..
وليس بأقل من قديس من يجعل الحرية نشيده و صلاته ..
و مهما تعقلنا ؛ ومهما تجملنا بالاتزان ؛ يظل الموت أقسى أوجه الحياة إيلاما لنا نحن الأحياء ..
لم أتبين بعد قدرتي على التعامل مع صورته في داخلي بعد غيابه ..
فأنا لا أدري إن كنت سأحتمل النظر اليها ؛ ام أني سأشيح بوجهي عنها فرارا من الحزن ..
ستستمر الحياة .. نعم ..
ولكن ستستيقظ آلاف الأسئلة حول هذا الشخصية عبر العقول ..
وسيتفتق عصب الأدمغة عن مئات المؤلفات عن هذا الإنسان الرسالة ..
وسيصير ظل هذا القديس ظلالا تتسع لملايين المحترُين من عرق الصعود ..
وسيكون له مئات المزارات ، تتوافد إليها الرجاءات من كل أرض ..
لم يرحل مار نصرالله بشرا ليعود إلى الأرض قديسا ..
فقد بدأ اقامته فيها قديسا .. وارتقى منها إلى السماء قديسا ..
سيحتضن تراب الوطن باحتضانه وطن محبة و نور و إنسان ..
ليزداد هذا التراب قداسة .. وليتسع هذا الوطن إلى مزيد من الحب الذي يغدو محالا بعده أي تدنيس ..
فأجمل ما يزاوله لبنان بكل عذاباته وعلله وأوجاعه صناعة القديسين من مرتبة البطريرك الإنسان مار نصرالله بطرس صفير .
هنيئا للتراب بجسدك الذي لن يفنى ..
هنيئا للعقول بفكرك الذي لن ينضب ..
هنيئا للإنسانية بحبك الذي لن يتوقف..
وهنيئا للسماء بك نورا يزيد الدرب وضوحا صوب الله ..
و ما مات من أحبه الناس .. إذ أنه قد أحبه الله.
المسيح قام حقا قام
عمر سعيد