تقرير: جماعة الإخوان المسلمين تنشر التطرف في أوروبا بهدوء
أفاد تقرير نشره موقع ”غلوبال ووتش أناليسيس“ بأن جماعة الإخوان المسلمين ”تنشر التطرف بهدوء في أرجاء القارة الأوروبية“، دون أن تتعرض لمضايقات من السلطات الرسمية.
وأشار التقرير إلى أن الحكومات الأوروبية ”تركت الطريق مفتوحًا لتشكيل جماعة الإخوان المسلمين الرأي الإسلامي العام في أوروبا كما تشاء، وسرعان ما أثمرت جهودها، إذ نجحت الجماعة في دفع الآلاف من شباب وكبار المسلمين للتطرف“.
وأحال التقرير في استنتاجاته إلى ما ورد في استطلاعات للرأي ودراسات استقصائية تمت خلال السنوات الماضية، ونُشر بعض نتائجها في الصحافة الأوروبية.
ووفقًا للتقرير ”تخشى الجماعة أن يتم اكتشاف أعمالها السرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى وضع حد للامتيازات والمساعدات الأوروبية المتنوعة التي تمتعت بها منذ سنوات“.
وقال التقرير إن ”الحكومات الأوروبية تساهم من خلال سذاجتها في دفع الشباب ذوي الأصول المسلمة إلى التطرف، وإن الإخوان يستمرون في الاحتيال على الغربيين بالتظاهر بالاعتدال، الذي أصبح علامتهم التجارية، فهم يصورون أنفسهم كديمقراطيين مسلمين مثل المسيحيين الديمقراطيين، ولكن الحقيقة غير ذلك“.
وأضاف: ”لطالما قلل اليساريون من القوة التدميرية للتطرف الإسلامي في أوروبا، وكانت صحافتهم تخفي الحقيقة منذ عقدين، فهم يريدون إقناع الناس بأن عدد الأشخاص الذين يرغبون في تطبيق الشريعة محدود جدًا بين المسلمين في أوروبا، ولكن هذا بعيد كل البعد عما تظهره الاستطلاعات“.
بدأت عالمة السياسة ”آن موكسيل“ وعالمة الاجتماع ”أوليفييه غالاند“ دراسة عقب هجمات 13 تشرين الثاني نوفمبر 2015، في فرنسا، حول انتشار التطرف بين 7 آلاف من طلاب المدارس الثانوية.
ويقول التقرير إن الدراسة التي نُشرت نتائجها في ربيع عام 2018 من قِبل المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ”أظهرت تأثيرًا للدين الإسلامي على التطرف، واختلافات كبيرة ومهمة بين الطلاب الذين أعلنوا أنهم مسلمون وغيرهم“.
فعلى سبيل المثال، وجدت الباحثتان أن 81% من طلاب المدارس الثانوية المسلمين يعتقدون أن دينهم هو ”الدين الصحيح في مسألة خلق العالم“، في حين يعتقد 27% فقط من المسيحيين و35% بين الشباب من الديانات الأخرى ذلك“.
ويعتقد 35% من المسلمين أن هناك ”دينًا واحدًا صحيحًا“، بينما تنخفض هذه النسبة لـ 10% فقط بين المسيحيين، وفيما يخص العنف، رأى 20% من المسلمين أن القتال من أجل دينهم أمر مقبول، وهي نسبة انخفضت إلى 9% بين المسيحيين و13% للأديان الأخرى.
وفيما يتعلق بالاستبداد الديني وتبرير العنف باسم الدين، كتبت الباحثتان: ”مقارنةً بالمسيحيين، فإن المسلمين الذين قابلناهم هم أكثر عرضة بـ 5 أضعاف لتبرير العنف الديني“.
وأشار التقرير إلى أن هناك العديد من المؤشرات التي ”تؤكد ترسخ التطرف بين الشباب المسلم، والمجتمع المسلم ككل، وهذا يرتبط تلقائيًا بظهور التدين في مجتمعاتهم“.
فغالبية المسلمين في أوروبا يعتقدون أن الشريعة الإسلامية ”يجب أن تأخذ الأولوية على القوانين العلمانية في البلد المضيف“، ووفقًا للعديد من الدراسات الاستقصائية، ”ينتشر التطرف الإسلامي بسرعة كبيرة في أوروبا الغربية“.
وقال 25% من المسلمين، شملهم الاستطلاع في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، إنهم يدعمون المتطرفين، وأظهر استطلاع آخر أن 16% من المسلمين الفرنسيين والإسبان، وكذلك 15% من المسلمين البريطانيين، يدعمون الهجمات الانتحارية لحماية الإسلام، و13% من المسلمين البريطانيين يبررون هجمات 7 تموز يوليو لعام 2005 في لندن.
وكشف استطلاع آخر شمل 9 آلاف مسلم في بلجيكا وأجراه ”مركز برلين للعلوم الاجتماعية“، أن أكثر من نصف المسلمين البلجيكيين متشددون، وأكد الاستطلاع أن حوالي 44% من المغاربة والأتراك و60 % من المسلمين ككل يعتقدون أن مجتمعهم يجب أن يعود إلى جذوره الإسلامية.
ودعم 75% من المشاركين في الاستطلاع الرأي القائل بأنه لا يوجد سوى تفسير شرعي واحد للقرآن يجب أن يتبعه جميع المسلمين، فيما ذكر 65% أن الشريعة الإسلامية أهم بالنسبة إليهم من قوانين الدولة التي يعيشون فيها.
ووفقًا لهذه الدراسة، التي قادها عالم الاجتماع الهولندي ”رود كوبمان“ وبتمويل من الحكومة الألمانية، يبدو أن المسلمين في بلجيكا وكذلك أولئك الذين يعيشون في فرنسا والنمسا بنسب متساوية هم الأكثر تشددًا وكرهًا للأجانب، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن غالبية المسلمين في أوروبا يفضلون الشريعة الإسلامية.
وأوضح البروفيسور كوبمان أن غالبية المسلمين في هذه البلدان هم من ”أصوليين“؛ أي أنهم لا يقبلون بأي آراء متناقضة مع معتقداتهم، أو يتميزون بما يُطلق عليه علماء النفس ”الشخصية الاستبدادية“.