زعيم داعش يظهر بعد 5 سنوات متوعداً بالثأر
ظهر أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش”، في تسجيل مصور نشرته مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم على تطبيق “تليغرام”.
وفي الفيديو الذي حمل عنوان “في ضيافة أمير المؤمنين”، ظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم.
وليس واضحاً تاريخ تصوير الفيديو، غير أن كتابة تظهر على الشريط تشير إلى تسجيله في شهر أبريل (نيسان) الحالي.
وذكر البغدادي في بداية الفيديو إن “معركة الباغوز انتهت”، في إشارة إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه في شرق سوريا قبل حوالي الشهر ، ثم تحدث عن بعض العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في أنحاء مختلفة منها هجمات سريلانكا ومحاولة اقتحام مبنى المباحث العامة في الزلفي شمالي الرياض، التي وقعت الأسبوع الماضي.
وذكر أن تفجيرات سريلانكا جاءت انتقاماً لخسائر “داعش” في الباغوز السورية. وأشار زعيم تنظيم داعش إلى سقوط حكم عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر وعمر البشير في السودان، ما يؤكد أن التسجيل تم قبل أيام معدودة.
وحث البغدادي أنصار التنظيم الإرهابي على مواصلة القتال وتوعد باستمرار الهجمات واصفا القتال الذي يخوضه بأنه “حرب استنزاف وأنه مستمر حتى يوم القيامة.”
وأضاف أن “معركة الإسلام وأهله، مع الصليب وأهله، معركة طويلة… وسيكون بعد هذه المعركة ما بعدها”.
وذكر أسماء عدد من قتلى التنظيم خلال المعارك الماضية وقال إن التنظيم “سيثأر لقتلاه وأسراه”، مشيراً إلى أن مقاتلي “داعش” نفذوا 92 عملية في ثماني دول “ثأراً لإخوانهم في الشام”
وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها البغدادي، بعد ظهوره العلني الأخير في يوليو (تموز) 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، وذلك بعد إعلان “الخلافة” وتقديمه كـ “أمير المؤمنين”.
وبعدما كان البغدادي يتحكم في وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود اليوم إلا مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده.
الولايات المتحدة ستحاسب قادة “داعش”
تعهدت الولايات المتحدة، الاثنين، بتعقب قادة تنظيم “داعش” الطلقاء وإنزال الهزيمة بهم، وذلك بعد نشر التنظيم تسجيل البغدادي المصور.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، سيقاتل في كل أنحاء العالم لـ “ضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين واحضار القادة الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه”.
وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي، البالغ من العمر 47 عاماً، وقد سرت منذ العام 2014 إشاعات كثيرة عن مقتله، لكن لم يتم تأكيدها.
ونجا البغدادي، الذي يعاني من مرض السكري، من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل.
محاط بثلاثة أشخاص فقط
يقول هشام الهاشمي، الخبير بـ “الحركات الجهادية”، لوكالة “فرانس برس”، إن البغدادي “محاط بثلاثة أشخاص فقط، أخوه جمعة وهو أكبر منه، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي يعرفه منذ طفولته، وساعي بريده سعود الكردي”. ويوجد هؤلاء جميعهم في منطقة بادية الشام الصحراوية الممتدة من وسط سوريا إلى الحدود العراقية.
وكانت الاستخبارات العراقية أعلنت في مطلع يوليو (تموز) الماضي، مقتل نجل البغدادي حذيفة البدري في سوريا بثلاثة صواريخ روسية موجهة، أصابت المغارة التي كان بداخلها. وقد أكد جهاز دعاية التنظيم مقتله.
لكن قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت تقاتل في شرق سوريا، أكدت في مناسبات عدة عدم وجود أي معلومات عن وجود البغدادي في سوريا.
ومنذ ظهوره في الموصل، لم يتوجه البغدادي إلى أنصاره إلا من خلال تسجيلات صوتية تنشرها وسيلة دعاية التنظيم المتطرف، بعيدة كل البعد عن أشرطة الفيديو التي كان زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن يبثها بانتظام ويصور نفسه فيها في ساحة معركة أو داخل مسجد.
ويعود آخر تسجيل صوتي للبغدادي إلى أغسطس (آب) 2018، بعد ثمانية أشهر من إعلان العراق “النصر” على “داعش”.