شبكة تمويل حزب الله في أميركا اللاتينية تحت النار
“من الواضح أن حزب الله لم يعد يتمتع بالحصانة في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل والباراغوي، بعد أن قررت الأرجنتين ملاحقة شبكات الحزب وعمليات تمويله، بالتعاون مع قوى إقليمية أخرى”، هذا ما ذكره الصحفي الإيطالي إيمانويل أوتولينغي، في مقالته في مجلة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية.
بتاريخ 13 يوليو/تموز 2018، قامت وحدة الاستخبارات المالية في الأرجنتين بتجميد أصول 14 مواطنًا لبنانيًا يقطنون في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل والباراغوي. ووفقًا للمخابرات الأرجنتينية، ينخرط هؤلاء في شبكة إجرامية مرتبطة بحزب الله، ويعملون كذلك مع عشيرة بركات -عائلة لبنانية شيعية قوية- التي تنفذ نشاطاتها تحت مظلة زعيمها أسعد أحمد بركات، الخاضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2004.
نقلت الشبكة كميات كبيرة من السيولة النقدية عبر الحدود الثلاثية باتجاه الجانب الأرجنتيني، بالتحديد إلى مدينة بويرتو لاغوزو الحدودية، والكازينو المحلي في المدينة، وذلك بغرض غسيل الأموال حسب التحقيقات الحديثة.
وقد حصل تجميد أصول هؤلاء الأفراد تتويجًا لشهور من التحقيقات المكثفة، بالتعاون مع وزارة الخزانة الأمريكية. وقد جاءت التحركات الأرجنتينية في أعقاب قيام سلطات الباراغوي باعتقال اثنين من الرعايا اللبنانيين، لصلتهما المشبوهة بشبكة حزب الله، وذلك في 17 مايو/أيار، و25 يونيو/حزيران، على التوالي. هذه الأحداث تسلط الضوء على أهمية منطقة الحدود الثلاثية التي تشكل حاضنة لتمويل حزب الله، واستعداد القوى الإقليمية المتجدد لمواجهة شبكات الحزب اللبناني.
مخطط غسيل الأموال عبر الكازينو
استهدفت المخابرات الأرجنتينية مخططًا يستغل نشاطات مالية نقدية عبر كازينو بويرتو لاغوزي، على الجانب الأرجنتيني من الحدود، علمًا بأن الحدود بين الأرجنتين والبرازيل تشهد حوالي 40,000 عملية عبور في اليوم الواحد، تشمل السياح والعمال، الأمر الذي يصعب على السلطات مهمة كشف غسيل الأموال بشكل دقيق. إلا أن السلطات الأرجنتينية تمكنت من كشف شبكة بركات الإجرامية، بعد أن عبروا الحدود لمئات المرات حاملين كميات ضخمة من الأموال. وكشفت التحقيقات أن أفراد الشبكة يستخدمون الكازينو لتحويل النقود إلى رقائق، وأحيانًا العكس، وأحيانًا أخرى يكسبون المراهنات والقمار كجزء من عملية غسيل الأموال.
يعتبر صاحب السوابق في مجال الاتجار بالمخدرات حسن بركات -ابن عم أسعد أحمد بركات- هو الشخصية الرئيسة في هذه الشبكة، حسب السلطات الأرجنتينية. وتشير المعلومات التي جرى جمعها عبر الحدود الأرجنتينية – البرازيلية إلى أن بركات تنقل بين الحدود ما لا يقل عن 620 مرة ما بين 2015 و2017، بما في ذلك 332 عملية دخول إلى الأرجنتين. كما أفادت السلطات أن حسين بركات، شقيق حسن، تنقل بين الأرجنتين والبرازيل برفقة شقيقه أكثر من 275 مرة في الفترة ذاتها.
وحسب المعلومات المتوفرة، نقل الشقيقان أكثر من 18 مليون بيزو أرجنتيني عبر الكازينو، بالتعاون مع 12 آخرين من اللبنانيين الشيعة الذين يترددون على الكازينو. ومن اللافت للانتباه أن الـ14 فردًا ليس لديهم أية أعمال تجارية في الأرجنتين، ومع ذلك، يذهبون إلى الكازينو داخل الأرجنتين للأغراض المذكورة أعلاه. وقد بلغت مجموعة الأموال المنقولة حتى هذه اللحظة حوالي 3.75 مليون دولار أمريكي.
المصدر: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية