إعلان ترامب حول تصنيف الإخوان منظمة إرهابية… لحظة مفصلية لا مجرد تصريح انتخابي

بقلم تادي عواد
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المضيّ نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية ليس خطوة انتخابية عابرة، بل تحوّل جوهري ينقل الملف من خانة الخلاف السياسي إلى مستوى التهديد الأمني العابر للحدود.

فالجماعة، التي لطالما سوّقت نفسها كـ“حركة دعوية”، تعمل منذ عقود عبر شبكة دولية معقدة تضمّ:
جمعيات “خيرية”
منظمات غير حكومية
مراكز تعليمية وإعلامية
شبكات تمويل سرّية

أذرع ضغط سياسية في دول عدّة

ولذلك، أي تصنيف إرهابي لن يصيب الاسم فقط… بل البنية الكاملة التي بنتها الجماعة على مدى نصف قرن.

الآثار المباشرة للقرار

1. خنق الشريان المالي

التصنيف يعني دخول عشرات الجمعيات والشركات تحت مجهر وزارة الخزانة الأميركية، ما يؤدي إلى:
تجميد أرصدة
ملاحقات قانونية
تعطيل شبكات التحويل

2. سقوط الشرعية في الغرب

الصورة التي روّجت لها الجماعة كـ“تيار إسلامي معتدل” ستتلاشى، ما يجعل الدفاع عنها عبئًا سياسيًا على أي دولة أو مؤسسة.

3. تراجع الملاذات الآمنة

تركيا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية والآسيوية ستتعرض لضغوط سياسية واستخباراتية لمنع احتضان قيادات التنظيم.

4. ارتباك في فروع الخليج

مع انقطاع التمويل وتراجع الغطاء القانوني، ستجد فروع الإخوان في الخليج نفسها أمام مرحلة انكماش حاد.

خيارات الجماعة المتوقعة

1. إحياء خطاب المظلومية

عودة خطاب “نحن المستهدفون” لتعبئة القواعد وشدّ العصب التنظيمي.

2. إعادة تدوير الواجهات

ظهور جمعيات إنسانية ومراكز دراسات ومنصات إعلامية جديدة تحمل أسماء مختلفة… لكنها الامتداد نفسه.

3. التمركز في أوروبا وآسيا

عندما تضيق الساحات العربية، ستلجأ الجماعة إلى بيئات تشريعية رخوة لإدارة أموالها وحركتها.

لماذا اللحظة مختلفة هذه المرة؟

تراجع الغطاء الدولي الذي كان يحمي الجماعة.
كشف مسارات التمويل العابرة للحدود.
صلابة الموقف الخليجي (السعودي – المصري – الإماراتي).
فقدان الشعبية العربية بعد تجارب سياسية فاشلة في أكثر من بلد.
هذه العوامل تجعل القرار الأميركي هذه المرة أكثر جدّية وإمكانية للتنفيذ.

الخلاصة

القرار—إذا اكتمل—سيكون لحظة فاصلة:
إمّا إنهاء مرحلة تاريخية من نفوذ جماعة الإخوان،
وإمّا فتح الباب أمام صراع دولي جديد على تصنيفها ومستقبلها.

السؤال الآن:
هل ستسمح المؤسسات الأميركية بإتمام هذا القرار؟
وهل ستسير أوروبا خلف واشنطن… أم ستستخدم ملف الإخوان كورقة مساومة؟

الأيام المقبلة ستحدد ملامح مرحلة جديدة بالكامل.