حزب الله… تنظيم إرهابي يختبئ خلف قناع “المقاومة”
إن الحديث عن “المقاومة” يقتضي أولاً وجود احتلال وغياب الدولة ومؤسساتها، غير أن واقع الحال في لبنان اليوم يختلف كلياً. الدولة اللبنانية موجودة، وإن كانت ضعيفة ومخترقة، لكنها تواجه هيمنة داخلية ممنهجة يمارسها حزب الله. هذه الهيمنة تسقط عن الحزب أي شرعية مزعومة لمقاومة يدّعيها، لأن المقاومة لا تكون إلا ضد احتلال خارجي، وليس ضد مؤسسات دولة يُحكَمُ عليها بالسلاح والترهيب.
الهيمنة بالقوة لا بالشرعية
لم ينل حزب الله تفويضاً وطنياً أو شعبياً للدفاع عن لبنان. على العكس، فرض نفسه بالقوة المسلحة والاغتيالات السياسية والانقلابات الأمنية، وأبرزها أحداث 7 أيار 2008، حيث جرّد سلاحه ضد اللبنانيين لتكريس هيمنته على الدولة ومؤسساتها. بهذا السلوك، انتقل الحزب من كونه حركة تدّعي مقاومة الاحتلال إلى ميليشيا تفرض تسلّطها الداخلي بقوة السلاح، مغتصباً قرار الدولة اللبنانية وسيادتها.
القضاء تحت قبضة الحزب
من أخطر مظاهر هيمنة حزب الله تدخله المباشر في القضاء اللبناني، وهو تدخل لم تشهده البلاد حتى في زمن الاحتلال الإسرائيلي. عبر فرض إرادته على مؤسسات العدالة، قوّض الحزب استقلال القضاء وحوّله إلى أداة بيد مشروعه السياسي، ما يُعدّ استبداداً صارخاً يقضي على كل أمل في بناء دولة القانون والمؤسسات.
إرهاب الداخل قبل الخارج
الحزب الذي يفاخر بمقاومة إسرائيل، مارس الإرهاب السياسي الداخلي بمستوى يفوق ما فعله الاحتلال الإسرائيلي في لبنان. الاغتيالات السياسية التي طالت رموزاً وطنية كرفيق الحريري وجبران تويني وشهداء ثورة الأرز، إلى جانب استخدام السلاح داخلياً كما في أحداث الطيونة، تكشف حقيقة حزب الله: تنظيم مسلّح يبتز الدولة والشعب بقوة العنف والدم.
استهداف القوى الشرعية
لم يسلم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وهي المؤسسات الشرعية الوحيدة المخوّلة بالدفاع عن الوطن، من استهداف حزب الله. حادثة اغتيال الضابط الطيار سامر حنا، والضابطين الأمنيين وسام عيد ووسام الحسن دليل دامغ على أن الحزب يرى في المؤسسات الشرعية عدواً يعيق مشروعه السلطوي. هذا الاستهداف يؤكد أن الحزب لا يعترف إلا بسلطته المطلقة على الأرض اللبنانية.
حزب الله احتلال مقنّع
لم يعد حزب الله مجرد ميليشيا تدّعي المقاومة، بل أصبح مشروعاً سلطوياً يكرّس الاحتلال الداخلي للبنان عبر هيمنة السلاح، قمع المعارضة، وإخضاع مؤسسات الدولة بالقوة. بهذا السلوك، تجاوز حزب الله حدود العمل السياسي المشروع وتحول إلى تنظيم إرهابي يحتكر القرار الوطني ويمنع قيام دولة لبنانية حرة ذات سيادة.
إن مقاومة حزب الله اليوم ليست واجباً وطنياً فقط، بل ضرورة وجودية لضمان بقاء لبنان كدولة مستقلة ذات مؤسسات شرعية وسيادة على أراضيها.