قضايا الارهاب

فشل أمني غير مسبوق للمخابرات الألمانية

بقلم تادي عواد

معلومات جديدة تكشف أن السلطات الأمنية الألمانية كانت قد تلقت تحذيرات متعددة بشأن خطورة طالب عبد المحسن ونيته في تنفيذ عملية إرهابية قبل وقوع الهجوم، لكنها تجاهلت البلاغات المتكررة.

التفاصيل الجديدة:

في سبتمبر 2023، أبلغت فتاة سعودية تعيش في ألمانيا الشرطة عن تهديد مباشر من طالب عبد المحسن، الذي كان يخطط لدهس الناس بسيارته. ومع ذلك، تم تجاهل البلاغ، وتعاملت الشرطة مع المعلومة بطريقة بيروقراطية، دون اتخاذ إجراءات فاعلة. وقبل هذا البلاغ، نشر طالب تهديدًا على منصة “إكس” أعلن فيه عزمه على قتل 20 شخصًا ألمانيًا. ورغم إرسال نفس الفتاة بلاغًا آخر، فإن الشرطة تجاهلت التحذير مرة أخرى.

فيما بعد، أعلن طالب عبد المحسن عن ميوله “لذبح الألمان” بفخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الشخص، الذي يُعتبر من المتطرفين، مطلوب في السعودية بتهم تتعلق بالإرهاب وتهريب الفتيات من السعودية ودول الخليج إلى الاتحاد الأوروبي. ورغم هذه التهم الخطيرة، حصل طالب على اللجوء السياسي في ألمانيا، التي رفضت تسليمه للسعودية.

للأسف، قام طالب بتنفيذ تهديداته في ماغديبورغ، مما أدى إلى مقتل العديد من الأبرياء. هذا الحادث يثير العديد من الأسئلة حول فشل النظام الأمني الألماني في التعامل مع التهديدات المعلنة.

فشل أمني غير مسبوق في المانيا

1. تجاهل البلاغات السابقة:

أهمية البلاغات: عندما أبلغت الفتاة الشرطة مرتين عن تهديدات مباشرة من “طالب عبد المحسن”، كان من الضروري أن يتم التعامل مع البلاغ بجدية تامة، خاصة أن المعلومات تتضمن نوايا واضحة وخططًا إرهابية.

الإجراءات البيروقراطية: يبدو أن الشرطة الألمانية قد تعاملت مع البلاغات بشكل بيروقراطي بحت، مما أدى إلى إضاعة الوقت وتجاهل الخطر الواضح. هذا يشير إلى وجود ثغرات في آلية تقييم البلاغات ذات الطابع الأمني.

2. تهديد واضح على وسائل التواصل الاجتماعي:

نشر تهديد علني على منصة “إكس” يوضح نية شخص مع تاريخ جنائي وأيديولوجية متطرفة في تنفيذ عمل إرهابي. كان يجب على السلطات أن تتخذ إجراءات سريعة لمراقبة هذه التهديدات.

التعاون بين الأجهزة الأمنية ووسائل التواصل الاجتماعي أمر حاسم في تحديد المخاطر والتعامل معها مبكرًا.

3. الخلفية الجنائية للمتهم:

طالب عبد المحسن معروف بتوجهاته العدوانية ومرتبط بتهم إرهابية. رغم ذلك، حصل على اللجوء السياسي في ألمانيا، مما يثير تساؤلات حول معايير منح اللجوء وكيفية دراسة خلفيات المتقدمين.

السماح لشخص ذا خلفية إجرامية بهذا الحجم بالبقاء دون مراقبة قد يشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا.

4. مسؤولية السلطات:

تتحمل السلطات الألمانية المسؤولية الكبرى في هذا الحادث بسبب تجاهلها البلاغات المتكررة والتهديدات الواضحة.

من الضروري إعادة تقييم الإجراءات الأمنية المطبقة على الأفراد ذوي الخلفيات الجنائية المثيرة للجدل أو المرتبطة بالتطرف.

. التداعيات السياسية والأمنية:

هذا الحادث يثير نقاشًا واسعًا حول نظام اللجوء في ألمانيا ويطرح تساؤلات حول أولويات الأمن القومي مقابل حقوق اللاجئين والحماية الإنسانية.

قد يدفع هذا الحادث الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في آليات التعامل مع البلاغات المتكررة وتنسيق الأمن بين الدول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى