مؤسسة أميركية تكشف تورط قطر بتعزيز نشاط طالبان الإرهابي
انضم الإرهابيون في غوانتانامو، الذين أطلق سراحهم من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مقابل أسير من الجيش الأميركي، إلى العمل بالمكتب “السياسي” لطالبان في قطر.
وبحسب ما نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة “Judicial Watch” الأميركية نقلاً عن وكالة الأنباء الإسبانية الدولية، تعزز هذه الخطوة عمليات جماعة طالبان الإرهابية، حيث كان يواجه المتهمون الخمسة المحتجزون في السجن العسكري الأميركي في جنوب شرق كوبا، اتهامات بتولي مواقع ذات أهمية كبيرة في طالبان، منها رئيس أركان جيش طالبان، ونائب وزير طالبان لشؤون المخابرات، إلى الدرجة التي وصلت إلى وصف أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي للإرهابيين الذين تم إطلاق سراحهم بـ”فريق الأحلام لطالبان”.
زلة أوباما وانتهاك القانون الأميركي
لم تمنع مثل هذه الانتقادات أوباما من مبادلة عناصر إرهابية مقابل جندي جيش أميركي هارب من الخدمة، وهو باو برغدال، الذي قامت طالبان بأسره أثناء تغيبه عن موقع خدمته في أفغانستان.
ويعد هذا التبادل السري انتهاكا للقانون الأميركي والقواعد الرسمية المحددة للبيت الأبيض، حيث قرر مكتب المساءلة الحكومي GAO، وهو جهة تحقيق غير حزبية في الكونغرس، أن الرئيس أوباما خرق قانوناً “واضحاً لا لبس فيه” عندما قام بعملية تبادل لإرهابيين مصنفين “بالغي الخطورة” مقابل برغدال، الذي قامت طالبان بأسره في أفغانستان عام 2009.
ويعد الانتهاك الذي اقترفه أوباما خطيرا، وفقا للقواعد الصادرة عن مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض OMB، وتتراوح العقوبات على ارتكابه ما بين الغرامة والسجن والفصل من الخدمة دون تعويضات أو أجر.
صفقة تبادلية غير متوازنة
ترك برغدال موقع خدمته فوقع أسيرا في يد عناصر شبكة حقاني الموالية لطالبان في أفغانستان من يونيو 2009 حتى مايو 2014. وأثارت الظروف المحيطة باختفاء برغدال ووقوعه أسيرا جدلا واسع النطاق.
وتم إطلاق سراحه في 31 مايو 2014 مقابل الإفراج عن 5 إرهابيين هم الملا محمد فضل مظلوم، والملا نور الله نوري، والملا عبد الحق وثيق، والملا خير الله خيرقوة، ومولوي محمد نبي العمري، وجميعهم كانوا من القيادات الكبيرة في طالبان قبل اعتقالهم في معسكر غوانتانامو.
فريق الأحلام
وكتب عضو مجلس الشيوخ الأميركي المخضرم في رسالة إلى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بعد أن أطلق أوباما سراحهم: “إن الإرهابيين الخمسة الذين تم إطلاق سراحهم كانوا الأكثر خطورة بين العناصر الأكثر تشددا في طالبان. وشغلوا مواقع ذات أهمية كبيرة في حركة طالبان المناهضة للولايات المتحدة، منها رئيس أركان جيش طالبان ونائب وزير الاستخبارات في حركة طالبان. وتغطي أيديهم دماء أميركية، وبالتأكيد سيعودون إلى أنشطتهم الإرهابية الدموية فور رجوعهم لمعاقلهم. في الواقع، تم إطلاق سراح “فريق الأحلام لطالبان”. وفي الواقع، إن الولايات المتحدة تصبح أقل أمنا بسبب مثل هذه الممارسات”.
وأجرت منظمة “Judicial Watch” الأميركية تحقيقات بشأن واقعة تبادل برغدال المثيرة للجدل، ومن ثم قامت بمقاضاة وزارة الدفاع للحصول على الوثائق والسجلات الرسمية، التي تتضمن إصرار وزير الدفاع (آنذاك) تشاك هيغل على أن الإرهابيين “لم يعودوا يشكلون تهديدًا للأمن القومي الأميركي”.
كما اتخذت “Judicial Watch”إجراءات قضائية من أجل الحصول على مذكرة التفاهم الثنائية بين الولايات المتحدة وقطر المتعلقة بالإفراج عن الإرهابيين.
انتكاسات متوالية
قبيل إتمام أوباما عملية التبادل، كان قد صدر عن البنتاغون والعديد من وكالات المخابرات الأميركية وثائق تؤكد أن العديد من معتقلي غوانتانامو يعاودون الانضمام إلى جماعات إرهابية عقب الإفراج عنهم.
وفي تقرير رفعه إلى الكونغرس منذ عدة سنوات، كشف مدير المخابرات الوطنية الأميركية أنه من بين 598 معتقلاً تم الإفراج عنهم حتى ذلك الوقت، تم تأكيد أو الاشتباه في عودة 150 منهم إلى “الانغماس في أعمال إرهابية أو أنشطة متطرفة”.
ومن بين تلك الحالات تستشهد الوثائق بأن شخصا يدعى سعيد علي الشهري، تم اعتقاله ذات مرة في غوانتانامو، أصبح قائدا لعملية تفجير تنظيم القاعدة لسفارة الولايات المتحدة باليمن والعقل المدبر لها بعد الإفراج عنه، بحسب ما تناقلته عدد من الصحف واسعة الانتشار.
دبر الشهري، الذي شغل موقع نائب تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن بعد مغادرته معتقل غوانتانامو، عملية تفجير دموية بسيارات مفخخة ضد السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية، ما أودى بحياة 16 شخصاً. جرت هذه الوقائع قبل نحو 5 سنوات ومازالت الانتكاسات بين معتقلي غوانتانامو السابقين تتوالى بقوة حتى اليوم.