قضايا الارهاب

حزب الله أرسل السيارات المفخخة الى المناطق المسيحية بين عامي 1986 و 1987

في النصف الثاني من الثمانينات إنتشرت موجة السيارات المفخّخة بقوة في المناطق المسيحية شرق بيروت. في ٧ كانون الثاني ١٩٨٧، تعرّض الرئيس شمعون لمحاولة إغتيال هي السادسة، بواسطة سيارة مفخّخة فجّرت أثناء مروره على كورنيش النهر، وقد أصيب شمعون بجرح طفيف. إستمرّت التفجيرات بوتيرة كبيرة عام ١٩٨٨. وكان خلف هذه الجرائم خلية تابعة لحزب الله

بعد ملاحقة هذا الموضوع تمّ التوصّل إلى وثائق نُشِرْتْ في الصحف هي خلاصة المحاكمات والأحكام التي أجرتها المحكمة العسكرية مع العريف حسن محمد طليس ورفاقه بتهمة القيام بتفجير عدّة سيارات ما في العام ١٩٨٦ والعام ١٩٨٧ في الصالومي، الأشرفية، فرن الشباك، جونية وسن الفيل، إضافة إلى السيارة المفخّخة التي إنفجرت في العام ١٩٨٧ في كورنيش النهر بقصد إغتيال الرئيس كميل شمعون وتفجير الزلقا، إضافة إلى تفجيرات أخرى، أن من قام بهذه الجرائم هي خلية تابعة لحزب الله مؤلفة من: العريف حسن محمد طليس، محمد مصطفى ومنذر حسن، بحسب ما جاء في محاكمات المحكمة العسكرية، مع العلم بأن تفاصيل التحقيقات بحذافيرها وخاصة حول السيارات المتفجّرة في”المنطقة الشرقية”لم تُنشر بكاملها وبقيت محفوظة في قلم المحكمة العسكرية، وما تمّ نشره بالصحف كان ما سمحت به المحكمة للمراسلين بحضور جلسات المحاكمة، ومنعت على الصحافيين حضور جزء كبير من المحاكمات.

نشرت جريدة النهار في ١٥ شباط ١٩٩٦ تحت عنوان: أرعبت الشرقية عامي ١٩٨٦ ١٩٨٧ المحكمة العسكرية بدأت النظر في تفجيرات أوقعت عشرات الضحايا.

إلتأمت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن عبد الحميد الخربطلي وشرعت في محاكمة العريف حسين طليس وجاهياً وكل من المتهمين الفارين محمد مصطفى ومنذر حسن غيابياً، وذلك بجرائم تفخيخ سيارات بعبوات ناسفة وتفجيرها وإلقاء ألغام ومتفجّرات في المنطقة الشرقية الأمر الذي أدّى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ومعلوم أن العريف طليس حكم عليه بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبٌدة في جريمة إغتيال الملحق العسكري الفرنسي رينيه غوتيار في محلة مار تقلا في الحازمية. ولا تزال قضيته عالقة أمام محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي أمين نصّار.
أما التهم التي وجّهها القرار الظنٌي إلى المتهم الموقوف العريف حسين طليس، فهي:
“بناء على توجيهات الحاج مهدي شحادة المسؤول في حزب الله والمجهول باقي الهوية، كُلّف المدّعى عليهم العريف حسين طليس وشقيقه محمد طليس والمفتّش الثالث في الأمن العام منذر حسن رمّال والحاج حسين رمّال، القيام بأعمال إرهابية في المنطقة الشرقية بواسطة العبوات الناسفة والسيارات المفخّخة.
ولتسهيل تنفيذ ما تمّ الإتفاق عليه، راح المتهم العريف حسين طليس، تارة برفقة منذر رمٌال وطوراً برفقة شقيقه محمد، ينقل المتفجّرات أحياناً في سيارة “بيجو ٥٠٥” مجهّزة بمخابئ سرٌية، ويقوم بطمرها في مخبأين سرٌيين، أحدهما في الفياضية والأخر في وادي منصورية المتن. وقد دهمها رجال المكافحة وإستخرجوا منها كميات كبيرة من المتفجّرات والألغام والصواعق.
وكان المدّعى عليهم كلما أرادوا تنفيذ عملية إرهابية يتوجّهون إلى حيث طُمرت المتفجّرات والعبوات الناسفة والألغام، ويجلبون حاجتهم منها ويقومون بتفخيخ السيارات وتوزيعها في أماكن مختلفة.
ومن عمليات التفجير التي قاموا بها:
ا- تفجير مركز حزبي في فرن الشباك بتاريخ ٢٦-٣-١٩٨٦ معروف بإسم”مركز الزغول”، بعد وضع عبوة ناسفة داخل”غالون” من البلاستيك بواسطة العريف حسين طليس وبعدما شدّ المشعل المجهّز بالفتيل ونزل السلّم إلى الشارع حيث كان ينتظره الحاج حسين رمّال في السيارة وإنصرفا إلى المنطقة الغربية. ولدى وصولهما إلى محلة قصقص شاهدا الدخان يتصاعد من المكان الذي وضعت فيه العبوة. وكانت إنفجرت بعد إنصرافهما بقليل.
٢- محاولة تفجير صهريج للغاز في محلة الدورة في تاريخ ٣-٢-١٩٨٧ بواسطة لغم لاصق مطلي بالّلون الأبيض من النوع المغناطيسي كان منذر رمّال أحضره معه وعبر به المتحف برفقة العريف حسين طليس وقصدا الدورة وصولاً إلى محطة محروقات الجميّل. وهناك توقفا إلى جانب صهريج للغاز كان يسر ببطئ، مما مكّن منذر من لصق اللغم على الصهريج وفرّ هارباً مع رفيقه محمد طليس على الدراجة النارية فيما تبعهما العريف حسين طليس في سيارة. ويبدو أن العناية الإلهية شاءت تجنيب المنطقة كارثة رهيبة، إذ إنفجر الصاعق ولم ينفجر اللغم.
٣- على أثر فشل عملية تفجير صهريج الغاز إستاء الثلاثة من النتيجة وتوجّهوا إلى منطقة جديدة المتن ناقلين معهم رزمة كبيرة من الديناميت ومن هناك إنتقلوا إلى قرب”غاليري الإتحاد” حيث وضع أحدهم العبوة داخل موقف الأوتوبيس فإنفجرت وإقتصرت الأضرار على الماديات.
٤- تفجير سيارة”داتسون” في تاريخ ٣٠-١-١٩٨٧ في الزلقا قرب”سوبر ماركت أبي حيدر” في باص لمعهد الشانفيل أدى إنفجارها إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.
٥- قام حسين طليس ومنذر رمّال بوضع لغمين أحضراهما من مخبأ وادي المنصورية، أمام أفران يمّين في سن الفيل وقد إنفجرا بعد دقائق.
ثم تابعا مسلسل زرع العبوات الناسفة في إنطلياس والمكلٌس ومستديرة الصالومي. وقد إنفجرت جميعها وأدّت إلى سقوط عدد من الجرحى.
ثم أدخل العريف حسين طليس عدداً من السيارات المفخّخة إلى المنطقة الشرقية في بيروت بناء على تعليمات الحاج حسن رمّال، منها سيارة”رينو”إنفجرت في الأشرفية، سيارة”مرسيدس” إنفجرت في عين الرمانة، سيارة”مرسيدس” إنفجرت في الدورة.
وأدّى إنفجار هذه السيارات إلى سقوط ٧٨ قتيلاً و٢١١ جريحاً وحصول أضرار مادية في الممتلكات وسيارة الى السبتية بتاريخ ٢٦/٢/١٩٨٦
وفي مستهلّ الجلسة أدلى محامي الدفاع إبراهيم الحريري بدفع قانوني طلب فيه من المحكمة إعتبار الأفعال والتهم المنسوبة إلى موكّله العريف حسين طليس ورفاقه مشمولة كلها بقانون العفو العام. وطلب من المحكمة إعلان سقوط الدعوى العامة لهذه الجريمة.
وأرجئت الجلسة إلى ٢٨ شباط لبتّ الدفوع الشكلية.
(الحلقة المقبلة: مسلّحون هرّبوا حسين طليس قبل يوم واحد من سوقه إلى قصر العدل لإستجوابه بجريمة تفخيخ سيارة وتفجيرها بمحلّة الفيات في كورنيش النهر بقصد إغتيال الرئيس كميل شمعون).
ملاحظة مهمّة جداً: أي تعليق يخرج عن الإصول ويتعلّق ب”القيل والقال” سوف يُحذف، الغاية الوحيدة هي الحقيقة وليس أي أمر آخر، الحقيقة المستندة إلى براهين وأدلّة، غير ذلك لاقيمة له

Show More

Related Articles

Back to top button