من جديد نصر الله يطلق “عنترياته” من داخل جحره متوعداً أميركا واسرائيل!
اطلالة جديدة لأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بمناسبة أسبوع اغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، حملت كالعادة الكثير من الكذب والتدجيل، حيث حاول بداية اظهار الحزب كقوة اقليمية مع تأكيد بأنه ذراع عسكري ومليشيا ايرانية تصعب هزيمتها، قائلاً” ما وصل إليه الحزب من قوة ردع صاروخية تم ببركة القيادة الإيرانية والقائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.”.
يصرّ نصر الله دائما على اظهار نفسه انه جندي لدى ولاية الفقيه وان حزبه هو لمحاربة اسرائيل حيث قال” أحد أسباب ما أسماه “الانتصار” على إسرائيل عام 2000 كان وجود سليماني بين الحزب ودوره في المقاومة…
المقاومة اليوم تستطيع أن تصنع توازن ردع وأن تحمي خيرات لبنان وموارده وينظر إليها العدو كتهديد كياني”.
والجميع يعلم علم اليقين ان هدف قيادته في طهران الدول العربية وليس اسرائيل واكبر دليل على ذلك ان قائد فيلق القدس الذي اغتيل لم يوجه يوماً صاروخاً على اسرائيل بل كان يتنقل بين العراق وسوريا ولبنان واليمن مشعلا الجبهات ومتسبباً بأنهار من الدماء.
وبعد “الانتصار” المزعوم لم يدخل نصر الله في حرب مع اسرائيل الا سنة 2006 من دون ان يكون لديه النية في ذلك حيث ان عملية خطف جنود اسرائيليين كلفته و”جمهوره” خسائر بشرية ومادية دفعته الى قول عبارته الشهيرة “لو كنت اعلم”.
ومع هذا لم يخجل من التبجح في خطاب اليوم قائلاً” أنه خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 جاء سليماني إلى الضاحية الجنوبية وظل معنا كل أيام الحرب.. وبعد انتهاء الحرب طلبنا منه مبلغا كبيرا جدا بأسرع وقت لغايات إعادة الإعمار فلبى الطلب”…وكأنه وسليماني حققا انتصاراً يشهد له التاريخ في حين ان العكس صحيح فهزيمتهم وصلت الى حد تدمير الاسرائيليين لقرى جنوبية عن بكرة ابيها كذلك مساحة كبيرة من الضاحية الجنوبية عدا عن العدد الكبير من القتلى في صفوف الحزب، ومع هذا لم يخجل من التطرق الى تلك الحرب.
أكثر من ساعة تحدث فيها نصر الله عن ايران دون التطرّق بكلمة عن لبنان، ومن ثمّ يقول ايران لم تطلب منّا شيء، ما يعني انه وحزبه قدموا أنفسهم ولبنان للنظام الإيراني طوعاً، ليتحدث بعدها عن ملف معركة السلسلة الشرقية قائلا” البعض عندما ينظر إلى المعركة في السلسلة الشرقية في اخراج داعش واخوات داعش في جرود عرسال يحاول أن يسخف كل الإنجازات الكبيرة ولو لم يتم إلحاق الهزيمة في داعش في شرق حمص وفي تدمر والبادية والسخنة هل كان من الممكن إخراجها من السلسة الشرقية ؟ هذه معركة واحدة، وكان سليماني معنا فيها دائما”، وأن” داعش هي أداة اميركا للعودة إلى المنطقة عبر الحروب الأهلية والفتن”… فاذا كانت اميركا هي من صنعت داعش، فلماذا سمح الحزب لعناصرها وامرائها بمغادرة جرود عرسال مع عتادهم واسلحتهم وبباصات مكيفة لا بل مع تأمين الحماية لهم!
كما لم يخجل نصر الله من التطرق الى الرد الإيراني المخزي على اغتيال سليماني من خلال استهداف قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق، حيث أكد أن هذه فقط “خطوة على طريق طويل يجب أن تفضي لإنهاء الوجود العسكري الأميركي بشكل كامل من المنطقة”، وهو اعلم انه وايران اجبن من ان يتورطوا بمقتل جندي اميركي واحد، وهو ما صرح به قيادي في الحرس الثوري حيث قال” الهجمات الصاروخية لم تستهدف قتل جنود اميركيين انما الاضرار بالالة العسكرية الاميركية”، لا بل سقط بسبب الضربات الايرانية الهمجية طائرة اوكرانية قضى من عليها وعددهم 180 شخصا لا ذنب لهم الا انهم دفعوا ثمن فشل ايران العسكري حتى في اصابة هدف واضح للعيان، ومع هذا اعتبر نصر الله ان الضربة الايرانية الفاشلة” كسرت الهيبة الأميركية في عيون الأصدقاء وفي عيون الأعداء والايرانيون ابلغوا الأميركيين عبر وسطاء انهم اذا رديتم سنضرب كل قواعدكم وسنضرب الكيان الاسرائيلي” وان الرد على اغتيال سليماني” ليست عملية واحدة انما هي مسار طويل “… كلام اعتاد عليه الجميع فلا يصدر عنه وعن طهران الا التهديد والوعيد من دون التجرؤ على التنفيذ.
المضحك المبكي في كلام نصر الله قوله ان” ترامب يكذب على شعبه وهو أكبر رئيس كذاب في تاريخ الولايات المتحدة”… وكأن ترامب وعد شعبه بالوظائف ولم يصدق، ووضع خطة اصلاح لشعبه من دون ان يصدق، واعلن عن حيازته لملفّات فساد وكذب واخفاها”.
مادام هناك “جمهور” ساذج يصدق نصر الله فسيستمر في كذبه ونفاقه وسيطل عليهم في كل مرّة من خلف شاشة ليسمعهم “عنترياته” وهو لا يستطيع الخروج من جحره والقاء خطابه.
المصدر : راديو صوت بيروت إنترناشونال