إلى ثائر الليل الطويل… رائد ياغي (بقلم عمر سعيد)
لو لم تمسسك عصا العبودية ، لما شع صوتك في الهزيع الثاني من ليل الأحد المبارك ..
يا رائد كان صوتك درسا في الوطنية ، رسب فيها حملة العصي الزعران ، وقد استفز وعيك غباء سادتهم ، فواكبوه بالجلد ..
لا تندهش يا عزيزي لعنفهم ، فالذي أدمن الخنوع أمام صراخ سادته ، فضحه غباؤه حين خاطبه ثائر مثلك ..
أو تدري لم ضربوك يا رائد ؟!
ضربوك لأن حقيقة ما خاطبتهم به أوجعت كرامتهم ، فالجرح اذا تقيح ، يهيج عصب صاحبه إذاما لامسه مبضع الطبيب ، وقد كنت أنت الطبيب .
وإذا إلتقيته يوما ، فأشكر له عصاه ، وقل له : إن أجمل العصي تلك التي خرجت يد حاملها من نافذة الوجع التي حطم الثوار زجاجها في ليل العبيد الحالك ..
ثم أشفق عليه ، لأنه سيحمل الخجل ندبة في عينيه كلما لاح له طيفك ..
وستطول إقامة الندم في وجدانه كلما واجه المرآة ..
يا رائد لا تغب عنا طويلاً ، فأبشع الدروب دروب خلت من الرفاق الشجعان.
وسننتصر.
عمر سعيد