تحت المجهر

عين القوات على الوطن والسيادة لا على الكراسي . (بقلم عمر سعيد)

لم تكن القوات اللبنانية يوما من أحزاب السلطة ، بل هي من احزاب النضال والتضحيات و السيادة ..
ولسنا هنا نتحدث عن أعداد شهدائها فقط من أجل هذا الوطن ، لأن ذلك هو الركيزة الأصلب في مسيرة بلوغ لبنان مرحلة أولية من السيادة ..
فالقوات اللبنانية ليست حزب الحقائب التجارية ، بل هي حزب يسعى ليحقق استقرار الناس وسيادة دولتهم ..
والكل يعرف كم كلفت القوات اللبنانية تجربتها في السنوات الأخيرة من تضحيات للعمل على الحد الأدنى للحفاظ على إيقاع السير بلبنان إلى بر الأمان ..

رفض العهد وحلفاءه توزيرها مع كل ما عملت عليه من تخطي للجراح مع رئيسه وحزبه .
كذبوا عليها في توزيع الحقائب ، وفي التعيينات ، واستشرسوا ضدها في كل خطوة اصلاحية نفذها وزراؤها في أكثر من حكومة ..

تحملت القوات اللبنانية اتهامات التعطيل من هنا وهناك ، غير أنها ما تخلت عن مشروع السيادة ..
وكان لها رأي وموقف من كل خطأ وخلل حصل عمدا أو سهوا من الشركاء في الحكومة ..
غير ان هذه التجربة جعلت القوات اللبنانية رمزا للنزاهة ومعيارا يقاس به النجاح والاحترافية من قبل الجميع بمن فيهم الخصوم ..

وحملت القوات كل الطعنات التي احدثوها في خاصرتها وبقيت تثابر لأجل الناس ، لا لأجل العهد أو الحقيبة ..
لذلك أتت استقالة وزرائها تشبه وقفة الناس في الشارع ومطالبهم في الجرأة والمسؤولية ..
ولا شك أن الناس يميزون وجيدا بين من يسمع والأطرش ..
والقوات هي اول من أصغى للناس .. وهذه نقطة لصالحها لا ضدها ..

وأجمل ما ورد على لسان قائد القوات سمير جعجع ، تأكيده على أن الحراك في الشارع غير مسيس والناس في الساحات هم لبنانيون بلا طوائف ولا احزاب ولا زعماء .. وهذا الكلام هو بمثابة شهادة من سمير جعجع لكل من لبى نداء الوطن ..

فلقد شهدنا عشرات المحاولات والتحركات في السنوات السابقة ، ورأينا كيف كان يقسم ظهرها عشاق السلطة في لبنان باتهامها بالتآمر والدسائس وو ..
لذلك فليكن كل قواتي فخورا بجرأة قيادته ووزرائه وهذه الاستقالة.
ولنتجاوز عجز البعض عن الاقرار بهذه الجرأة ، فمن يسعى لبناء وطن، لا يبالي بتاتا بظلم من هنا او هناك ولا باتهامات تصدر عن هذا او ذاك ..

فالقوات التي ظلت عينها على لبنان وطنا نهائيا وللجميع منذ تأسيسها وعلى لسان الرئيس الرئيس الشهيد بشير الجميل ، يجب ان تبقى عينها على لبنان ال ١٠٤٥٢ كم .. وهذا ما أكد عليه سمير جعجع الليلة باستقالة وزراء القوات من حكومة العجز .
وليتسع صدرنا لكل كلام .. فلبنان يستحق ، والوقوف تحت الضوء يشوه الرؤية عند من لم يعتد على ذلك.
ومعركة السيادة الحقيقية لم تبدأ بعد .
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى