نصر الله بلا “قناع”: لبنان دولة “خامنئية” وانا المرشد الأعلى للجمهورية
طوني بولس – نيوز غايت
في معرض الربط بين معركة كربلاء والعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، جدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ارتباطه العضوي بولاية الفقيه الإيرانية قائلاً: “قائد مخيمنا اليوم هو الإمام الخامنئي ومركزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مؤكداً أنه ليس على الحياد “إذا تعرضت إيران لأي حرب”، مشدداً على الولاء لمرشد إيران خامنئي وقراراته قائلاً “نحن نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً”، مستنداً إلى الشعار الحسيني لمراسم عاشوراء هذا العام “أنبقى بعدك؟”.
مصادر سياسية رفيعة اعتبرت ان نصر الله نزع القناع عن وجهه وأعلن صراحة انه الذراع الإيرانية، وان لبنان بات خط الدفاع الأول عن إيران، وانه قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة على البحر المتوسط وعلى الحدود الإسرائيلية، محولاً لبنان الى صندوق بريد تستخدمه إيران لتوجيه رسائلها بمختلف الاتجاهات الإقليمية والدولية.
ورأت المصادر الى ان ملامح إعلان نصر الله نفسه مرشداً أعلى للجمهورية اللبنانية باتت واضحة إذ انه يتكلم باسم الشعب اللبناني وباسم الدولة اللبنانية والمؤسسات الرسمية اللبنانية في وقت تغيب الدولة ومؤسساتها كلياً، مشيرة الى ان خطاب نصر الله هذا شكل تتويجا للخطابات التي ألقاها على مدى عشر سنوات خلت، كان خلالها يهيئ اللبنانيين للمرحلة التي يقول لهم فيها بكل فصاحة: لم يعد لكم من أمركم شيئا، إن الأمر إلا لي.
مراقبون يرون ان نصر الله تعمد الظهور بصورة المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، ويقول لكل المعنيين: “حزب الله” هو الآمر الناهي، ما يريده ينفذ وما لا يريده لا ينفذ، إرادته أقوى وأهم من إرادة الدولة اللبنانية، وإن كان على رأسها ميشال عون الذي لم يصل إلى قصر الرئاسة لولا إرادة “حزب الله” الصلبة في ذلك.
فمنذ انطلاقه في صفوف حزب الله منذ أكثر من ثلاثين عاماً قال نصر الله في فيديو منشور على الإنترنت، أن الولي الفقيه هو الحاكم الفعلي لكل البلاد الإسلامية، مضيفاً: “بخصوص صلاحية ولاية الفقيه في تعيين الحكام ويعطيهم الشرعية في جميع البلاد الإسلامية، فنعم، لأن ولايته ليست محدودة بحدود جغرافية، فولايته ممتدة بامتداد المسلمين”، مؤكداً ان لبنان جزء من الجمهورية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه الخميني.
ويشير المراقبون الى انه بالفعل حزب الله لديه خطة تدريجية لتآكل الدولة وانهيارها ومن ثم إعلانها دولة خمينية تابعة لولاية الفقيه، فالدولة اللبنانية باتت مترهلة وغارقة بعجز مالي كبير، لا تمتلك وسائل للمواجهة ولا حتى للاعتراض، جل ما يمكن أن تقوم به أن تنسحب أكثر فأكثر من أمام هجمة الحزب عليها، فهو من بات المرجعية الشرعية والسياسية لها، في ظل تشتت سياسي من الأطراف الأخرى، تجمعهم المصالح المالية والتجارية والاستثمارات، ولا يجمعهم كلام نصرالله الذي نعى لبنان العروبة والحرية واتفاق الطائف، وأدخله كلية في زمن الشيعية السياسية وينزلق سريعاً نحو دولة خمينية “مارقة”.