ساحة بكركي تفضح العونيين وترفع القواتيين..
منذ الإعلان عن وفاة صفير إنقسمت الآراء والتعليقات، وارتسمت محاور الثامن والرابع عشر من أذار، على الساحة المسيحية.
شهدت مواقع التواصل الإجتماعي إحتضاناً قواتيّاً للحدث الجلل تحت شعار الوفاء، مقابل إنعدام في اللياقات في الكثير من تعليقات وتغريدات مناصري التيار الوطني الحر.
هذا في مشاهدات وسائل التواصل الاجتماعي، أما في المشاهدات الحيّة فهذه هي النتيجة.
قرار “القوات” المشاركة الكثيفة في وداع البطريرك الراحل كان واضحاً منذ البداية ومنسجماً مع المواقف التي أطلقتها.
لكن التناقض كان فاضحاً على مقلب التيار، بعد أيام من الإساءات التي لم تحاول بعض قيادات التيار ضبطها ولم تفلح.
دعوة التيار العوني للمشاركة بوداع صفير كانت مفاجِئة. من ناحية كان الأمر مفهوماً نظراً لمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وضرورة تواجد حشد شعبي داعم في مواجهة الدعم القواتي المنتظر، ومن ناحية أخرى كان الحدث الجلل يتطلّب موقفاً للتاريخ…
جميع هذه التحليلات، سقطت، إرموها في سلّة النسيان، فهذا كان المتوقع ولكن الواقع جاء مختلفاً تماماً.
وصل القواتيون إلى بكركي. أحدهم نجح بإدخال “علم القوات”.
سألناه:”كيف فعلتها”؟
فأجاب:” كما كنا نفعل في قداس الشهداء في إيليج، تصميمنا ما زال هو هو”.
هذا البحر القواتي الهادئ أطلق صرخة مفاجئة دامت لدقائق عند وصول الدكتور سمير جعجع إلى المكان وأطلقت الحناجر نشيد التأهيل وسط ذهول المنظّمين الذين فاتهم مصادرة الحناجر على المداخل. ترحيب لم تشهده أي شخصية مشاركة في المناسبة، دقائق طوّبت الساحات بإسم القوات الذي قد تظلمه القاعات من حيث حسن التمثيل ولكن الساحات لا تخذله من حيث حجم التمثيل رغم محاولات الحد من المظاهر الحزبية.
أما المخزي في الموضوع والذي يتحمل مسؤوليته التيار فهو في ضآلة كي لا نقول إنعدام التواجد “العوني” رغم دعوة التيار للمشاركة الكثيفة فدخل رئيس التيار الوزير جبران باسيل غريباً لم تلمحه العين المجردة، أما الأسوأ فهو وصول رئيس الجمهورية دون تصفيق أحد من الحاضرين.
لتنحصر الأسباب بثلاثة:
فإما بيان التيار بشأن المشاركة كان كاذباً، أو أن جمهور التيار لا يمتثل لقيادته، أو أن التيار فقد جمهوره…
لا أدري ما هو الأسوأ بين هذه الأسباب، ولكن أدرك تماماً أن “القوات” أقوى مما يظن الآخرون.
لا بل الأهم أن القواتيين يلتزمون بقرار حزبهم، مهما كان القرار صعباً.
شكراً لعدم إطلاق صيحات الإستهجان بوجه الخصوم الموارنة واكتفوا بالترحيب بحكيمهم.
المصدر : السياسة