الوفاء لا يرد إلا بالوفاء …
تملك القوات اللبنانية أجندتها الخاصة وليست من أنصار تضييع الوقت أو الجهود لاستثمار شعبوية رخيصة، وهي في هذا المجال تقرر تحرّكها واعتكافها بحسب ما ترتأيه ولا تنساق أو تنزلق خلف العواطف والغرائز…
منذ الإعلان عن وفاة صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير حتى استنفرت القوات جميع مصالحها وأجهزتها ومراكزها لتكون بجهوزية تامة لمواكبة مراسم الوداع بشكل يليق بالوفاء لمن احتضن القواتيين في الزمن الصعب وحمل قضيتهم وتعرّض في مراحل عديدة لمحاولات العزل والتهميش بسبب المواقف نفسها التي سجن من أجلها قائد القوات ورفاقه ومنهم من استشهد ومنهم من اضطُهد واضطر لمغادرة البلاد، إن هذا الموقف الوطني للبطريرك صفير كان كافياً ليستحق لفتة وفاء من أبنائه…
يافطات تشيد بالراحل الكبير وتردد مواقفه وتؤكد أن مثله_لا_يموتون، حشود في المستشفى وتنظيم محطات وداع على الطريق المؤدي من أوتيل ديو إلى بكركي ومشاركة حزبية رسمية وشعبية في جميع المراسم التي ترافق هذه المناسبة الحزينة وصولاً إلى التشييع غداً، وظهرت القوات في صورة تجلّت بإيمانها وتقاليدها وقيمها وتكللت بالوفاء، ومع ضخامة ما رأته العين وسمعته الأذن بدا وكأن القوات تملك خلايا شعبية نائمة تظهر في الإستحقاقات الهامة فترسم الأحداث وتوسمها بطابعها الخاص وتملأ الأرض عنفواناً…
في المقابل، أهل الغدر والمصالح وأصحاب عقدة النقص والنقص في العقيدة يتهمون وفاء القوات بالإستثمار، لهؤلاء نقول، كونوا أوفياء وأبناء أصل واستثمروا، إن الراحل لم يعد لديه ما يمنحنا إياه ولم يعدنا بمناصب، جلّ ما فعلته القوات هو إيفاء دين الوفا بالوفا، ولو كان هناك إفادة من بعدها، لا شك أنكم كنتم لتتصدرون الصفوف الأمامية!
ليبان صليبا