“عذاب وذل” في المطار: مشاكل عادية أو فضيحة؟
انتقادات كثيرة طاولت مطار بيروت الدولي في الآونة الأخيرة من قبل مواطنين وسياسيين، لجهة غياب الصيانة وتعطل التكييف وتحطم الحزام الكهربائي الذي ينقل الحقائب، وازدحام قاعات بشكل غير مسبوق. ما اضطر المسافرين إلى الوقوف في طوابير والانتظار لساعات طويلة.
واعتبر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني أن ما يجري في المطار هو عذاب وذل للناس، غير مسموح مهما كانت الظروف. ولفت إلى ورود اتصالات كثيرة تفيد بأن هناك خدمة فاخرة تكلف 400 دولار لعبور بوابات المطار في دقائق معدودة، مطالباً وزير السياحة بإيجاد حل لعدم التمييز بين المسافرين.
وكان النائب زياد أسود نشر صورة تحطم الحزام الكهربائي، قائلاً إنه يشكل فضيحة للقائمين على المطار، خصوصاً أنه أول ما يستقبل الواصلين من الخارج. وانتقد النائب جميل السيد الفوضى والازدحام في مطار بيروت، مغرداً: “طبيعي أن تكون عجقة الصيف ضاغطة في المطار دخولاً وخروجاً. لكن مرفوض أن تتحول العجقة الطبيعية السنوية إلى فوضى عارمة وإذلال للمسافرين. المطار تحول إلى حارة كل من إيدو إلو”.
فما حقيقة ما يحصل؟ وهل بادر المعنيون لإيجاد حل ومعالجة الخلل؟
ثلاث مسائل أساسية فاقمت ازدحام المطار في الأيام الماضية، وهي: ارتفاع عدد الواصلين إلى لبنان لمناسبة عيد الأضحى وموسم الحج والاصطياف. إذ يشهد المطار ازدحاماً مشابهاً في كل سنة. وقد وصل عدد المسافرين في النصف الأول من شهر آب 2018 إلى نصف مليون راكب، فيما وصل عدد الركاب في الأشهر السبعة الأولى من العام نفسه إلى 5 ملايين راكب. وهو ما يشكل الوجه الإيجابي لمسألة الازدحام في المطار.
ويؤكد رئيس المطار فادي الحسن، في حديث إلى “المدن”، أن مسألة تعطل التكييف ليست كما يتم الترويج لها. فقبل شهر طرأ عطل استمر لنحو أسبوعين أو أكثر بقليل، وتمت معالجة الخلل من قبل شركة الصيانة بالتنسيق مع الاستشاري (دار الهندسة)، ووضع التكييف حالياً طبيعي.
أما مسألة تحطم الحزام الكهربائي، التي تعود إلى نحو ثلاثة أشهر سابقة، فكانت بسبب وضع عمال نقل الحقائب معدات لا يتحملها الحزام، وتم إصلاحه في حينها. و”هذه حادثة يمكن أن تحصل في أي مطار في العالم. وليس عيباً إذ تمت معالجة الخلل فوراً”، وفق الحسن.
أما عن الازدحام، فيقول الحسن: “منذ أشهر ونحن نقول إن المطار يستقبل مرة ونصف أكثر من قدرته الاستيعابية وشهر الذروة هو آب، بالتزامن مع وجود حجاج وزائرين آخرين. يضاف إلى ذلك، أنه يومياً، على مدار السنة، تكون ذروة الرحلات إلى أوروبا بين الساعة 5 و7 صباحاً، وهي نحو 18 رحلة. وبين الساعة 2 و4 ظهراً، يشهد المطار ازدحاماً مشابهاً. بينما يشهد بعد منتصف الليل، بين الساعة 12 و2 فجراً، ازدحاماً أقل. هذا نظام مطار بيروت منذ سنوات، وليس أمراً مستجداً”.
ويشير الحسن إلى أنه رغم أن حركة الطيران أعلى من العام 2017، إلا أن المشاكل أقل بكثير. ففي العام 2017، وأثناء موسم الحج، توقف المطار أكثر من مرة، وواجهنا كثيراً من المشاكل، بعكس هذا العام إذ مر موسم الحج من دون تسجيل أي مشاكل ملحوظة.
وبالنسبة إلى ما قاله تويني، يقول الحسن إن هناك فهماً خاطئاً لتقاضي هذه الأموال. إذ يتم دفعها مقابل فتح صالونات البدل، وهو خيار متاح لكل 10 ركاب (عائلة). في حين أن فتح صالون الشرف يتم لقاء بدل 500 ألف ليرة، وهو خيار ليس مفروضاً على أحد. وهذا الإجراء موجود منذ العام 2001، بقرار من وزير الأشغال العامة آنذاك، نجيب ميقاتي، الذي حدد فيه آلية فتح صالون الشرف وقيمة البدل الذي يتم تقاضيه.
ويشير الحسن إلى أن هذا الازدحام موجود في كل مطارات العالم، لكن اللبنانيين اعتادوا التذمر من هذا الأمر، رغم أن “تمكننا من تسيير جميع الرحلات في ظل هذه الظروف هو أمر جيد”، في انتظار توسعة المطار، التي ستبدأ مرحلتها الأولى في تشرين الثاني 2018.
يضاف إلى مشكلة الازدحام والقدرة الاستيعابية للمطار، الروائح الكريهة التي تنتشر على مداخله منذ سنوات، نتيجة وجود المزارع والمسالخ ومياه الصرف الصحي ومطامر النفايات المستحدثة على مقربة منه. وهو ما لا علاقة للمطار به، وفق الحسن، بل إن حل هذه المشكلة يحتاج إلى قرار من السلطات اللبنانية.
المصدر : حنان حمدان – المدن