شعارات بلا حناجر.
في كل 30 مارش من كل سنة، يتذكر العرب شعار :
“الأرض بتتكلم عربي “
وهم في كافة أنحاء كوكب الأرض يرطنون بكل اللغات إلا العربية..
لا يا جماعة يكفي ضحكاً على النفس..
الأرض ما عادت تتكلم عربي ..
إذا لم يبق أحد يتكلم العربية في جغرافيا العرب ..
ومسكينة هي العربية في منابر العرب وخطبهم، وهي ضحية بين حاكم شبه أمي وخطيب جمعة يعلم الله هواه ..
وحصص اللغة العربية في المدارس والجامعات تقلص لصالح اللغات الأجنبية والرياضيات ..
لا لشيء مهم أكثر من مواكبة العصر ، فالعربي يبحث عن لغة تمكنه من رغيف الخبز وبدل إيجار المنزل والطبابة والتعليم ..
وعربيته مهما أتقنها لا تشفع له في مقابلات التوظيف ما لم يتقن وعلى قدرها الاجنبية..
والأرض صامتة، لا تعرف ماذا تقول، ولا بأي لغة تقول أنينها المنبعث من جراحها الغائرة عميقا، وقد غصت بالدم العربي يريقه العربي..
فهنا جولان بلا صاحب ، وهناك اسكندرون مات أهله ، واحواز منسية منذ عقود، ونجف وكربلاء تفقد هويتها يوما بيوم، ناهيكم عن شوارع تختنق بتسميات مكوناتها بكل اللغات ما عدا العربية ..
ولاءات عبدالناصر الثلاث ، صارت كلها نعم وقبل أن يطلب الضيف الغريب من العرب..
وما عاد العرق يحرك الشعوب في الشوارع والساحات ..
بل أجهزة مخابرات من هنا واجهزة أمن من هناك تتكفل بالأمر ..
وحاكمنا العربي تمزقه تكلفة الحكم بين دفعها من جيبه أو من دماء الناس ..
وشاعرنا العربي بات بلا دور نشر تطبع له ولا قراء ، وقد هجرت قصائده المحبطة إلى تطبيقات الهواتف الذكية بحثا عن النسيان..
حتى الربابة أكلها الغبار والعناكب في زوايا البيوت المدمرة..
وتلك المفاتيح القديمة التي كانت إلى أعناق الجدات، صارت اليوم أرقاما سرية وبصمات لمعمار في مدن ذكية ..
في يوم الأرض، أهنىء من لم يبع أرضه وبقي فيها .. وتحية لامراة فقدت الأمل بالمعتصم .
وأشفق على المنظمات الدولية تحصي عدد اللاجئين العرب الذين تركوا بيوتهم واراضيهم لحاكم تركي فارسي غربي .. غير أنه ليس بعربي .
فقد بحت حناجر العرب لأن الشعارات التي نادى بها اطلقها حكامه غير العرب.
عمر سعيد