رباط والمصداقية الساقطة
صفق الجمهور في الاستوديو، وتعالت صرخات التوسل، وانحنى رباط يقبل تمثال العجوة؛ الذي ما إن يصنعه إعلام فارغ حتى يتفسخ تحت حرارة الأضواء المشتعلة..
فانهارت مصداقية إعلامي شاب حرمه طموحه المهزوز على فشل الحلقة من التوازن وتجنب الإنحياز..
فتخلى رباط عن سلام الزعتري الذي غادر المكان مرددا بصمت ربي اغفر لهم فإنهم لا يدركون ما يفعلون.
بقي تمثال العجوة وخرج رباط ومنا وجر من لبنانية الرسالة العلامية.
فما الذي أعمى بصيرة إعلامي شاب ليقوم بخطوة غير مدروسة جعلت قبلته إدانته التي لن تنتسى؟!
فهل توهم رباط أنه يستضيف محمد عبدالوهاب أو بافاروتي، وخشي على نفسه من إساءة تاريخية لا ترحم؟
وما كان ضيفه أكثر من مجرد شرشوح لا يمكنه الغناء في أكثر من بوب وكابريه؟!
ما الذي أفقد رباط المسؤول الأول والأخير عن دفة توجيه الحلقة؟ وحرمه حس المسؤولية التاريخية؟! هل هو المال يجعل قيم الإعلامي رخيصة إلى درجة التيه؟!
لقد بنى رباط وبيديه جدار الجفاف والنفور بينه وبين جمهوره، وما عاد من اليسير عليه أن يستعيد وجهه الحقيقي، ولا عاد باستطاعة القناع أن يواري ملامحه المشوهة..
فالإعلامي الموثوق يا عزيزي رباط مسؤول عن رؤية الوطن ورسالته..
والإعلامي السامي يا عزيزي مسؤول عن مشاعر المواطن ووجدانه الوطني..
والإعلامي النبيل مسؤول عن حبل السرة بين أبنائنا وتراب يغذيهم بدم الشهداء..
وأسوأ الإعلاميين تاجر فاشل يقايض الريتينغ بالحقيقة ..
فلك منا بيار رباط الشفقة على ما ارتكبت، ولنا العوض على إعلامي واعد سقط سهوا وبالقبلة القاضية!
عمر سعيد