الحريري وباسيل… عريسان مدري من وين
الطلاق في الزواج الماروني أمر صعب ان لم يكن مستحيلاً وهو إن حصل فكلفته كبيرة مادياً وزمنياً وعندما أطلق الرئيس سعد الحريري صفة الزواج الماروني على التسوية الرئاسية أي حلفه مع الرئيس ميشال عون وتياره حاكى الوجه الإيجابي في هذا الزواج أي الارتباط الأبدي الغير قابل للانفكاك على قاعدة ما جمعه الله لا يفرقه انسان إلا ان الرئيس الحريري غفل او تجاهل وضعية يعاني منها الزواج الماروني وهي وضعية الهجران بحيث لا يُطلق الزوجان بل يعيشان حالة هجرة أي طلاق دون انفصال قانوني وهي معضلة انتبهت اليها المرجعية الكاثوليكية في العالم أي الفاتيكان فكانت توجيهات البابا بالإسراع في معاملات الطلاق ان استنفذت أساليب الإصلاح والمصالحة.
على خلفية ذلك فإن التهديدات التي أطلقها الوزير جبران باسيل بإسقاط الحكومة ممكن ترجمتها بالهجران الكيفي ان كان الطلاق مستبعداً وهو هجران يترجم بتعطيل كل قرار لا يحظى بموافقة الطرف الممسك بالقرار أو بإفراغ جدول أعمال مجلس الوزراء من القرارات المصيرية وسط غياب التوافق. والجلسات التي عقدتها الحكومة مؤخراً دليل واضح على ذلك.
الهجران الكيفي الممارس من قبل الوزير باسيل باتجاه الرئيس الحريري هو نسخة متطورة ومحدثة عن الهجران في الزواج الماروني لأن قراره ليس مرتبطاً بقرار يصدر من جهة محايدة بل من طرف يمسك بمقاليد القرار والحسم.
لقد كان صادقاً الرئيس الحريري عندما قال عن التسوية الرئاسية انها زواج ماروني لأن هذا ما حصل بالفعل عندما أقرت لكنه زواج سيجد الرئيس الحريري نفسه بموقع المضحي والحارس الوحيد لهذا الزواج. هو أشبه بزوجة لا تلقى معاملة حسنة من زوجها يهجرها يحرمها يقسو عليها لكنها تتبرج لاستقبال أهلها ولسان حالها يقول “بفضح حالي شو بدي قلهن”.
ستكمل الحكومة عملها كما هو مرسوم لها من قبل رعاتها وهو عمل لن يتوقف الا عندما يرى هؤلاء الرعاة ان لا جدوى من استمرار الحكومة. وحينها بإمكان الزوج ان يغير طائفته ليحصل على طلاقه. فالزواج السرياني لا يشكو شيئاً.
الرئيس الحريري يعتمد سياسة مضغ المياه لربح الوقت وهو يراهن على الأيام ان تُلزم الجميع بالسير وفقاً لرؤيته أقله هذا ما يتمناه كما أنه لا يملك سوى الرهان عليه يساعده في ذلك ان لائحة الخيارات أمام شركائه اليوم خصومه بالأمس قليلة وقليلة جداً.
لقد قالها الرئيس الحريري لجميل السيد الذي نعت النائب سامي فتفت بالصوص “حيضل قاعد بخلقتك أربع سنين” ثم قالها بالأمس أمام مؤتمر انماء السياحة “قاعد على قلبن” لكل السؤال على قلب من؟!..
المصدر : أيوب نيوز