تحت المجهر

دولة الفساد.. خطأ كلف لبنان مليارات الدولارات فهل من يُحاسب؟

طبقة سياسية فاسدة تهدر المال العام وتسرق اموال اللبنانيين دون ان يرف لها جفن ، والاسوأ حين يتم كشف فسادها تبادر الى الردّ بشكل استعراضي وبكل وقاحة… فهل من يُحاسب؟

ببساطة، أخطأ لبنان في ترسيم الحدود الاقتصادية البحرية الخالصة بينه وبين قبرص. وبسرعة نفذت إسرائيل عبر هذا الخطأ مستفيدة من حماقة الطاقم السياسي اللبناني، ووقّعت اتفاقية مع قبرص تقضم فيها نحو 860 كلم من المياه اللبنانية…. كلفة هذا الخطأ تقدّر بمليارات الدولارات.

ففي حزيران ٢٠١١ كشفت اللجنة الفرعية المتخصصة في ترسيم الحدود والمنبثقة عن لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية أن الخطأ لا يأتي من قبرص بل من لبنان، إذ إن النقطة التي حددها لبنان لتحديد حدوده لم تكن دقيقة، والاتفاق الذي عقده لبنان مع قبرص بُني على أساس ترسيم حدود خاطئة

أصل الخطأ

عندما رُسّمت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، رُسّمت من ناحية الجنوب كما من ناحية الشمال باعتماد نقطتين. النقطة النهائية وهي نقطة التلاقي الثلاثية المتوازية المسافة بين لبنان وقبرص وفلسطين المحتلة هي النقطة رقم /23/، وفي نص الاتفاقية مع قبرص أشير إلى النقطة رقم واحد، وهذه النقطة هي النقطة المؤقتة التي اعتُمدت قبل أن يحصل الاتفاق النهائي على النقطة 23 أعلاه. وبالتالي، أخطأ لبنان في تسمية النقطة. فالنقطة المؤقتة وضعت في الاتفاقية، وكان يفترض أن توضع النقطة 23. وهذا الفرق بين النقطتين هو مساحة غير قليلة في البحر، وهي من حقوق لبنان، من ثرواته البحرية.

Related image

من المسؤول ؟

يوم كشفت اللجنة الفرعية المتخصصة في ترسيم الحدود والمنبثقة عن لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية أن الخطأ لا يأتي من قبرص بل من لبنان، وتحديداً من المدير العام للنقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامّة، عبد الحفيظ القيسي، إذ إن النقطة التي حددتها الوزارة لتحديد حدود لبنان لم تكن دقيقة، والاتفاق الذي عقده لبنان مع قبرص بُني على أساس ترسيم حدود خاطئة

هذا الخطأ الذي أعلن وزير الأشغال العامة غازي العريضي أنه يتحمّل مسؤوليته (في معرض الدفاع عن القيسي) ولفت العريضي إلى أن ممثل وزارة الأشغال العامّة والنقل المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ قيسي “من أكفأ موظفي الإدارة اللبنانية وأنظفهم وأكثرهم خبرة ونزاهة، ويستحق الثناء والشكر والتقدير والتحفيز على الاستمرار في العطاء وفي الإنتاج”.

كل هذا حدث يوم كان الوزير جبران باسيل هو وزير الطاقة والنفط ، يومها كان التيار العوني هو اللاعب الرئيسي في الحكومة. يومها اصيب الجميع بالعمى والخرس ولم يستفيقوا حتى الاسبوع الماضي.

هكذا انتهت القصة بين الخطأ وتغطية الخطأ من قبل حكومة فاسدة وغير مسؤولة، والخاسر الوحيد هو الشعب اللبناني كما هي العادة .

تادي عواد

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button