سوريا تخرج من جحيم الأسد… ولبنان غارق في جحيم حزب الله

بقلم تادي عواد
بعد سقوط نظام السفّاح بشار الأسد وخروج سوريا من محور الخراب والإرهاب، يقف العالم أمام مشهد لم يكن أحد يتوقّعه قبل سنوات:
رئيس سوري شرعي، أحمد الشرع، في البيت الأبيض… يعيد سوريا إلى الحضارة بعدما اختطفها الأسد لخمسة عقود.
هذه الزيارة ليست ديكوراً سياسياً، بل إعلان رسمي بأن سوريا عادت دولة، لا مزرعة، ولا فرع أمن رقم ٣٣ للميليشيات الإيرانية.
سوريا التي أنهكها الاستبداد والبراميل والتهجير… بدأت تنهض من جديد، تستعيد سيادتها، تفتح أبوابها للعالم، وتدفن مرحلة الإجرام التي حوّلت شعبها إلى ضحايا ومهاجرين.
وفي الجانب الآخر؟ لبنان… الضحية الدائمة.
بينما تحاول سوريا التنفّس بعد سنوات القتل، يقوم حزب الله بخنق لبنان حتى الموت.
الميليشيا التي ادّعت “المقاومة” تحوّلت إلى ماكينة تدمير وإفلاس، تسحب لبنان من القرن الحادي والعشرين… وتقذفه نحو العصر الحجري.
لم يعد الحزب مجرّد قوة مسلّحة؛
أصبح جداراً أسود يسدّ كل نافذة أمل في هذا البلد.
كيف دمّر الحزب لبنان؟
دمّر الاقتصاد بتهريبه وحروبه وولائه لإيران.
دمّر المؤسسات بتعطيل الحكومات والرئاسة ومصادرة القرار الوطني.
دمّر الأمن بتحويل لبنان إلى ساحة صواريخ وثكنة مفتوحة لأجندات خارجية.
دمّر المجتمع بزرع الخوف والانقسام والطائفية.
دمّر الدولة عبر فرض منطقه الميليشيوي على 6 ملايين لبناني يتلقّون الضربات بينما هو في حماية سلاح غير شرعي.
المشهد الصادم
سوريا الخارجة من كابوس الأسد تدخل البيت الأبيض.
لبنان الذي كان رمز الحرية والثقافة… يُقاد بالقوة إلى الانهيار، إلى الجوع، إلى العزلة، إلى دولة بلا كهرباء وبلا كرامة.
سوريا تعود إلى الخريطة.
أما لبنان؟
حزب الله ألغاه من الخريطة، وحوّله إلى محافظة فقيرة تابعة لقرار إقليمي لا علاقة له بمصلحة اللبنانيين.
الحقيقة الموجعة
لبنان لا ينهار بسبب الأزمات.
لبنان ينهار لأن هناك من قرّر أن البلد يجب أن يعيش حيث يعيش السلاح:
في الظلام، في الفقر، في الخراب.
سوريا بدأت تستعيد مكانتها لأنها تخلّصت من السفّاح.
ولن ينهض لبنان ما دام يرزح تحت قبضة ميليشيا تعتبر الوطن مجرّد ورقة تفاوض، وتمارس على اللبنانيين ما مارسه الأسد على السوريين لعقود:
تدمير ممنهج… واحتلال داخلي… وقمع كل من يحاول إنقاذ البلد.
لبنان لن يخرج من العصر الحجري إلا حين يسقط مشروع الميليشيا… كما سقط نظام الأسد.




