تحت المجهر

ماذا يريد اللبناني من البابا؟

بقلم تادي عواد

تأتي زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان نهاية الشهر الحالي كبادرة أمل جديدة في بلد يترنّح تحت الأزمات.

يسأل الكثير من المؤمنين المسيحيين: ماذا نريد منه؟
هؤلاء يدركون جيدًا أنّه لا يملك عصاً سحرية لتغيير الواقع السياسي، فالعقم والفساد والارتهان الذي تعيشه الطبقة السياسية في لبنان باتت أمراضًا مستعصية، كما أن أي تبدّل في المشهد الإقليمي يبدو مستحيلًا قبل سقوط النظام الإيراني وأذرعه المنتشرة في المنطقة.

لكن أمل اللبنانيين اليوم ليس في السياسة، بل في قدرة البابا على إحداث تغييرات داخل الكنيسة والرهبانيات اللبنانية التي تحوّلت، بفعل الفساد المستشري فيها، إلى إقطاعيات مالية هدفها جني الأرباح الطائلة بدل خدمة الناس.

فكل مسيحي في لبنان، من أصغر بلدة إلى أكبر مدينة، يشاهد بحسرة الفحش المالي والرفاهية المفرطة التي يعيشها كثير من الرهبان والإكليروس، في وقت يعجز فيه هو عن إطعام عائلته أو تأمين تعليم أولاده أو تغطية الاستشفاء.

ما يريده اللبناني من البابا ليس خطابًا دبلوماسيًا جديدًا، بل صدمة إيجابية تعيد الكنيسة إلى دورها الأصلي:
الدفاع عن الضعفاء، مواجهة الفساد داخلها قبل خارجه، ووضع حدّ لتحوّل بعض الرهبانيات إلى “جمهوريات مالية” تملك كل شيء وتنسى أبناءها.

فاللبناني يئس من السياسيين… لكنه لا يريد أن ييأس من كنيسته أيضًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى