تستمر المهزلة وإنصاف الحلول في الشرق الأوسط

بقلم تادي عواد
تستمر المسرحية ذاتها منذ عقود، وتستمر معها المهزلة السياسية و”أنصاف الحلول” التي لا تُرضي أحدًا سوى أولئك الذين يرسمون الخرائط من خلف الكواليس.
إيران، كعادتها، تُقدّم تنازلات محسوبة في كل ساحة من ساحات الصراع، لا بحثًا عن سلام، بل لشراء الوقت وتمرير فترة حكم الرئيس ترامب، على أمل أن تُغيّر الانتخابات الأميركية موازين اللعبة. إنها تراوغ، وتلعب على عامل الوقت، وتُبقي في كل بقعة صاعق تفجير جاهزًا للاشتعال عند اللزوم.
في لبنان، لم يكن هناك وقفٌ حقيقي لإطلاق النار.
إسرائيل استمرت في حربها بطريقتها، تقتل وتقصف من تشاء ساعة تشاء، فيما اكتفى لبنان ببيانات النصر الوهمي وخرائط السيطرة الإعلامية، بينما حوّل حزب الله سلاحه إلى الداخل اللبناني، ليواصل البلطجة والإرهاب، لا في وجه العدو الإسرائيلي، بل في وجه الدولة اللبنانية وأبناء الشعب اللبناني.
وفي غزة، يتكرر السيناريو حرفيًا:
المرحلة الأولى من خطة ترامب تُبقي الجيش الإسرائيلي مسيطرًا على 60% من قطاع غزة، أما ما تبقى فهو مشروط باستسلامٍ تام من “حماس” وتسليم سلاحها. وإن رفضت، فالسيناريو اللبناني حاضر: كما بقي حزب الله محتفظًا بسلاحه، بقي الجيش الإسرائيلي متمركزًا في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، محتفظًا بحرية القصف الجوي والمدفعي متى ما رُصد خطر أو اشتُبه بظل.
هذه ليست تسويات، بل تراجعات مدروسة من قبل إيران لإطالة عمر أزماتها وتجميد المواجهة بانتظار تبدّل السياسات الأميركية.
وعلى كل دولةٍ غربية أن تفهم حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط قبل سقوط النظام الإيراني.
كل ما يُطرح اليوم من مبادراتٍ ومفاوضات ليس سوى وهمٍ كبير، وإضاعةٍ للوقت، وتمهيدٍ لمزيدٍ من الحروب والدمار.