“بعتولنا مصرياتكم… بس ما تسمعونا صوتكم!”

بقلم تادي عواد
شهدت الساعات الماضية حملة إلكترونية اشتعلت فيها وسائل التواصل الاجتماعي، مطالِبةً بحقّ المغترب اللبناني في المشاركة في الانتخابات النيابية، تمامًا كما يفعل كلّ مواطن في أي دولة تحترم نفسها وشعبها.
في لبنان، البلد الذي بات نموذجًا للفشل الدستوري والانحراف السياسي، لا يزال هناك من يُصرّ على معاملة المغترب كصرّاف آلي: أرسل أموالك، أنقذ الاقتصاد، سدّد ديون أهلك، و”خليك ساكت”.
بعبارة أوضح: “بعتولنا مصرياتكم… بس ما تسمعونا صوتكم!”
المسؤول عن هذا الحرمان الممنهج معروف بالاسم والعنوان: الثنائي الشيعي والتيار العوني بقيادة جبران باسيل يتحالفون، صراحةً وبوقاحة، على منع اللبنانيين المنتشرين في أصقاع الأرض من التصويت، لأنهم يعلمون أن هؤلاء الأحرار لن يصوّتوا للذل، ولا للفساد، ولا لمن هجّرهم بالقوة أو بالإهمال.
في كل دول العالم المتحضّر، يُسمح للمغتربين بالتصويت في السفارات، باعتبارهم جزءًا من النسيج الوطني، ودعامةً للاقتصاد، وركيزةً للهوية.
أما في “جمهورية جبران – حزب الله”، فالمغترب خطر ديموغرافي يجب إسقاطه من الخريطة الانتخابية.
لماذا؟
لأن المغترب لا يخضع لإملاءات المحور، ولا لابتزاز “كرت الإعاشة”، ولا لمسرحيات “السدّ الطائفي”.
لأنه، ببساطة: حرّ، ولا يُشترى.
نقولها بصراحة:
من يَحرِم اللبناني من حقّه في التصويت، هو خائن للدستور.
من يرفض فتح أبواب السفارات لصناديق الاقتراع، يشارك فعليًا في قتل ما تبقّى من ديمقراطية.
ومن يظنّ أن الشتات اللبناني سيرضى بهذا الإقصاء، فهو لا يعرف عنفوان المغترب اللبناني، ولا ذاكرته، ولا صوته حين يثور.
الانتخابات المقبلة هي معركة كرامة، قبل أن تكون استحقاقًا سياسيًا.
وحرمان المغترب من التصويت لن يمرّ لا بصمت، ولا بتسامح.