سعد الحريري يُقفل “بيت الوسط” ويودّع الحياة السياسية اللبنانية نهائيًا
في خطوة تُعتبر نهاية مرحلة سياسية أساسية في لبنان، اتخذ الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري قرارًا بإقفال “بيت الوسط”، المقر السياسي لعائلته في بيروت، ووداع الحياة السياسية بشكل نهائي، بعد سنوات من الغياب عن المشهد العام.
وأفادت مصادر مطلعة أن الحريري أصدر قرارًا بصرف ما تبقّى من موظفين إداريين وأمنيين في المقر، ما يُعدّ إغلاقًا فعليًا لـ”بيت الوسط”، الذي شكّل لعقود مركز القرار في تيار المستقبل. ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة خطوات اتخذها الحريري في السنوات الماضية منذ إعلانه تعليق عمله السياسي عام 2022، بعد تراكم الأزمات السياسية والمالية في البلاد.
وتشير المعلومات إلى أن سعد الحريري أجرى مؤخرًا اتصالًا هاتفيًا بعمّته النائب السابقة بهية الحريري، عبّر فيه عن انزعاجه من مشاركتها في الانتخابات البلدية في مدينة صيدا، رغم طلبه الواضح من جميع أفراد العائلة والتيار بعدم ممارسة أي نشاط سياسي. هذا التوتر الداخلي يعكس حجم القطيعة السياسية التي يفرضها الحريري على محيطه، في ظل موقفه الحاسم بالانسحاب الكامل من الحياة العامة.
وفي موازاة ذلك، عقد أحمد الحريري، الأمين العام السابق لتيار المستقبل، اجتماعًا مع عدد من المقربين لبحث سبل الحفاظ على المبنى الرئيسي للتيار في بيروت ومكاتب المنسقيات في المناطق، رغم خلوها التام من أي نشاط تنظيمي أو سياسي منذ أكثر من عامين.
هذا القرار يُعدّ محطة مفصلية في الحياة السياسية اللبنانية، ويُنهي عمليًا دور تيار المستقبل كقوة فاعلة في المعادلة السنية والوطنية، خصوصًا مع غياب أي خليفة واضح يتولى زمام المبادرة داخل التيار.
يبقى أن المشهد السياسي اللبناني، الذي يعاني من فراغات متتالية على مستوى الزعامة السنية، سيشهد مزيدًا من التشتت في ظل انسحاب الحريري وغياب بدائل جدية حتى الساعة.
