الالتزام الحزبي: أكثر من مجرد انتماء

بقلم تادي عواد
في كل قرية وبلدة من لبنان، تتردد أصداء قصص التضحية والشجاعة، حكايات الصمود والبطولة. في قضاء بشري، لا يختلف الأمر، بل يتجلى بأبهى صوره، حيث ارتفعت رايات الحرية والمقاومة فوق جبالها الشامخة، دفاعًا عن الأرض والكرامة، وتأكيدًا على أن التضحية ليست مجرد كلمات تُقال، بل فعلٌ يعيشه الرجال الأوفياء كل يوم.
الالتزام الحزبي هنا ليس مجرد شعارات أو انتماء لاسمٍ أو علم، بل هو عهدٌ مقدس يُكتب بالدماء ويُصان بالأمانة. عهدٌ لا يسمح لمحور الممانعة وأدواته بأن يجرؤوا يومًا على القول “انتصرنا” أو “حققنا خرقًا”، ولو بشخص واحد داخل أي بلدة من بلدات بشري. لأننا نعلم أن كل خطوة تُمنح لهم هي خطوة نحو إضعاف جذور الحرية في أرض الأرز.
الالتزام يعني رفض أي محاولة لاختراق صفوفنا أو تشويه هويتنا. رفضٌ لأي شخص يمثل خطوة نحو تطبيع وجود من كان يومًا سببًا للدمار والتهجير والقهر. إن السماح لهم بالدخول إلى بلدات بشري تحت أي ذريعة، سواء كانت إنمائية، خدماتية أو حتى صحية، هو خيانة لأرواح من ضحوا بالغالي والنفيس.
من قاتل في مواجهة الجيش السوري وعملائه من حزب الله، لم يكن يقاتل فقط لأجل الأرض، بل لأجل الكرامة والحرية، لأجل أن يبقى قضاء بشري قلعة حصينة لا تُقتحم ولا تُخترق، وألا تُدنَّس جباله بموطئ قدمٍ لمن خانوا الأرض والدم.
الالتزام الحزبي هو وعدٌ لمن رحلوا أن تبقى الأرض طاهرة، محصنة، عصية على كل محتل أو عميل. هو قسمٌ بأننا لن نسمح لأي كان بتدنيس ترابنا أو تشويه تاريخنا، لأننا أبناء قضاء بشري، أبناء الشهداء، وأحفاد من كتبوا التاريخ بدمائهم. نحن من صنعوا المجد بعرقهم وصمودهم، ومن قالوا يومًا إن الموت أفضل من العيش في الذل.
اليوم، ونحن نواجه تحديات جديدة، يبقى الالتزام الحزبي هو الدرع الحصين، هو الصوت الذي يرفض المساومة، والقلب الذي ينبض بالحياة لأجل وطنٍ حرٍ ومستقل. سنظل ثابتين على مبادئنا، نرفض الرضوخ، ونحمي ترابنا بكل ما أوتينا من قوة وإيمان.