تحت المجهر

عن أي “منجزات” تتحدّثون؟

في مشهد لا يخلو من الاستخفاف بكرامة اللبنانيين، خرج علينا نائب “حزب الله” حسن فضل الله ليقول، بكل وقاحة وصَلَف، إن “على الدولة المحافظة على منجزات المقاومة”. نعم، قالها وكأن اللبنانيين يعيشون في رخاء وازدهار، وكأن بيروت لم تُحرَق، وكأن المرفأ لم يُفجَّر، وكأن الدم لم يُهدر.

عن أي منجزات تتحدّثون؟

هل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي دمّر الطبقة الوسطى يُعدّ إنجازًا؟
هل عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي يُعدّ نصرًا مزعومًا؟
هل زرع الخوف، وتكريس دويلة داخل الدولة، واحتكار قرار الحرب والسلم، منجزات تُفاخرون بها؟
هل اغتيال الخصوم السياسيين، وتكميم الأفواه، وخطف القرار الوطني، تدخل ضمن “إنجازات المقاومة”؟

“حزب الله” لم يحرّر الجنوب، بل صادره. لم يقاتل العدو، بل قايض به الداخل، واستثمر في الدماء ليحكم بالترهيب.

الإنجاز الوحيد المطلوب من الدولة اليوم… هو تفكيك تنظيم “حزب الله” الإرهابي.

نعم، آن الأوان لتسمية الأمور بأسمائها. “حزب الله” ليس مقاومة، بل ميليشيا إرهابية مسلّحة خارجة عن القانون، تعمل وفق أجندة إيرانية تخريبية. لا يمكن بناء دولة في ظل وجود سلاح غير شرعي، ولا يمكن استعادة السيادة ما دام القرار الوطني مرتهنًا.

الحقيقة المُرّة التي لا يريد فضل الله ولا قيادته سماعها هي أن اللبنانيين قد سئموا هذه “الإنجازات” الوهمية، وأن الكارثة الكبرى التي يعيشها البلد اليوم هي نتيجة مباشرة لهيمنة “حزب الله” على مفاصل الدولة، وتعطيله لكل مشروع إصلاح حقيقي.

فلترتفع الوقاحة عن المشهد السياسي اللبناني، ولترفع الوصاية التي تمارسها هذه الميليشيا على الدولة. فإما دولة قانون ومؤسسات، وإما غابة تُحكم بشريعة الغاب… ولا مكان بين الاثنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى