تحت المجهر

كفى نفاقاً: نعم، من حق اللبنانيين الدفاع عن أنفسهم… منكم!

قال النائب علي فياض، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، إنه “لا شيء له القدرة في أن ينزع من اللبنانيين حق الدفاع عن نفسهم”. لوهلة، قد يبدو كلامه نابعًا من مبدأ وطني شريف. لكن الحقيقة المرّة أن هذا التصريح يُعبّر عن مستوى غير مسبوق من الوقاحة السياسية والانفصام عن الواقع.

نعم، أيها النائب، من حق اللبنانيين الدفاع عن أنفسهم.
لكن ليس ضد “عدو” وهمي تصنعونه لتبرير سلاحكم، بل ضد إرهابكم أنتم، وضد منظومتكم التي اغتالت لبنان بالرصاص والمتفجرات، وبالمخدرات والسلاح غير الشرعي.

نعم، من حق اللبنانيين أن يدافعوا عن أنفسهم:

ضد القتلة الذين اغتالوا رفيق الحريري ورفاقه،

ضد اليد التي امتدت إلى الياس الحصروني،

ضد من شوّهوا انتفاضة الأرز، وخطفوا الدولة، واستباحوا مؤسساتها،

ضد من حوّل لبنان إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية لا ناقة له فيها ولا جمل،

ضد من وضعوا يدهم على القرار السيادي وألغوا الدستور عمليًا،

ضد من يتاجرون بالمخدرات ويحمون المهرّبين،

ضد من يكمّمون الأفواه ويقمعون كل صوت حرّ بالترهيب أو التخوين.

كفى كذباً على الناس. سلاحكم ليس للدفاع عن النفس، أنتم الخطر ذاته. أنتم من يحتاج الشعب أن يدافع عن نفسه منه.

اللبنانيون لا يريدون حماية من ميليشيا، ولا شرعية من بندقية خارج الشرعية.
اللبنانيون يريدون دولة، قانون، قضاء، وجيش موحّد لا يشاركه أحد في سلاحه أو قراره.

فلتخرس كل الشعارات الفارغة. فليُسقط القناع.
المجرم لا يملك الحق في إعطاء دروس في العدالة.
ومن يغتال لا يحق له الحديث عن “حق الدفاع عن النفس”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى