تحت المجهر

حزب الله والتهرّب من المسؤولية.. لا أموال لتغطية فشلك

يبدو أن حزب الله قرر أخيرًا التوقف عن تمويل إعادة إعمار المنازل التي دُمّرت خلال حرب الإسناد المشؤومة التي ورّط بها لبنان. تلك الحرب التي خاضها منفردا دون استشارة الحكومة. واليوم، بدلًا من الاعتراف بمسؤوليته الكاملة، يحاول إعلامه التمهيد لإلقاء اللوم وعملية إعادة إعمار ما تهدم على الحكومة، متناسيًا أنه هو من أشعل فتيل الدمار، لا الدولة اللبنانية التي لم يكن لها رأي في مغامراته العسكرية.

ليعلم الحزب جيدًا أن لا أموال لتعويض هزيمته؛ فالدولة اللبنانية لا تملك فلسًا واحدًا، والمجتمع الدولي ليس مستعدًا لتمويل إرهابه، والدول العربية لن تفتح خزائنها لإنقاذ مشروع أوصل لبنان إلى حافة الانهيار.

لقد نُهبت أموال الدولة وسُرقت مقدراتها على يد حزب الله وحلفائه، بعدما استأثروا بالسلطة فدمروا الاقتصاد وأغرقوا البلاد في الفساد والمحسوبيات، محوّلين لبنان من مركز مالي واقتصادي إلى دولة تعيش على حافة المجاعة.

والأسوأ أن حزب الله لم يكتفِ بتدمير الداخل اللبناني، بل قطع جسور لبنان مع محيطه العربي، بعدما تورّط في حروب سوريا واليمن والعراق خدمةً للنظام الإيراني وضد مصالح الدول العربية. والأخطر أنه جعل من البلاد مصنعًا وممرًا لتصدير المخدرات إلى الخليج. هذه السياسات لم تدمّر الاقتصاد فحسب، بل جعلت لبنان منبوذًا عربيًا ودوليًا، مغلقًا على نفسه كل الأبواب التي كان يمكن أن تساهم في إنقاذه.

واليوم، بعدما أُحكمت العزلة عليه، وبعدما تآكل نفوذه المالي والسياسي، يواجه الحزب حقيقة واحدة لا مفر منها: لقد أوصل نفسه إلى هذا المأزق، ولن يجد من يخرجه منه.

لا إعمار، لا دعم مالي، لا غطاء عربي، ولا دولة تتحمل كلفة مغامراته. فليتحمل وحده مسؤولية ما صنعت يداه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى