“أعنف أزمة” تعصف بـ”حزب الله” منذ تأسيسه.. هذه تفاصيلها
كشف تصاعد أصوات عشرات العاملين في مؤسسات ميليشيا “حزب الله” والمجالس الخاصة لأنصار الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، حول اقتطاع نسبي من رواتبهم عن أزمة مالية خانقة تعصف بالميليشيا ومؤسساتها، بعدما كان يدور الحديث همساً عن هذه الأزمة.
اقتطاع رواتب
وأكدت مصادر خاصة في تصريحات لأورينت نت، أنه وبعد أن كانت الأزمة المالية تنعكس على شكل تقشف وإعادة هيكلة مالية لبعض المؤسسات، وصلت خلال الأشهر الماضية إلى اقتطاع أكثر من نصف رواتب الذين يعملون في مؤسسات اجتماعية وتربوية وصحية وحتى إعلامية تابعة لـ”حزب الله” مما أثار بلبلة وتململ في البيئة الحاضنة للميليشيا.
وفي تطور لافت يعكس عمق الأزمة المالية التي تعصف بالمليشيا التابعة لإيران، شددت المصادر على أنه وللمرة الأولى منذ تأسيس الميليشيا قبل 36 عاماً قلصت رواتب المقاتلين في صفوفها بنسبة 30 بالمئة، واقتطاع حوالي 50 المئة من رواتب مقاتليه الاحتياطيين، والذي بلغ كمعدل وسطي 800 دولار أميركي، في حين تقاضى هؤلاء 400 دولار بعد التقليص الحالي، بعد أن سبق هذا الإجراء منذ عدة أشهر تسريح المقاتلين المتعاقدين، لاسيما في مناطق القلمون والقصير وبمعظمهم من السوريين الذين تعاونوا مع الميليشيا كمرتزقة يزودونها بمواقع المعارضة، وينفذون بعض المهمات القذرة كالاغتيالات والخطف والسرقة ولم يكن يتجاوز رواتبهم الـ200 دولار أميركي.
انعكاسات الأزمة الإيرانية
وتلفت المصادر نفسها إلى أن الأزمة المالية تعصف بشكل كبير في المؤسسات الإعلامية التابعة لإيران في لبنان، حيث أن تلك المؤسسات تتعثر في دفع رواتب العاملين فيها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما أثار بلبلة كبيرة واستقالة بعض العاملين فيها، مشيرةً إلى أن الحسابات المصرفية العائدة لتلك المؤسسات أقفلت تماماً منذ أكثر من سنة، بسبب العقوبات الأميركية والتي أعلن المصرف المركزي اللبناني العمل بها وألزام كافة المصارف الخاصة بتطبيقها، لذلك ووفق المصدر، فإن الرواتب كانت تدفع نقداً وليس بوتيرة شهرية، إنما حسب الدفعات النقدية التي تصل من طهران عبر مليشيا “حزب الله”.
وتأتي هذه الإجراءات وفقا لقرارات تنظيمية غير مسبوقة متعلقة بالأزمة الاقتصادية الإيرانية الحالية، والتي نالت تداعياتها من “حزب الله”، الأمر الذي فرض على الميليشيا القيام بهذه الإجراءات تلافياً لما قد يحصل خلال الأسابيع القادمة.
وحول الأزمة الاقتصادية التي تصيب “حزب الله” قال مرجع اقتصادي لأورينت نت، إنّ تأثير العقوبات الأميركية على إيران وصل مفعوله إلى “حزب الله” الذي يعتبر مصدر تمويله الأساسي منها، وبَدا هذا التأثر واضحاً من خلال سياسة التقشف المالية التي يتبعها الحزب، والتي وصلت إلى حدّ دفع نصف راتب هذا الشهر للعناصر والمسؤولين، كذلك وقف مساعدات شهرية كانت تدفع على شكل معاشات شهرية.
جفاف مصادر التمويل
وأضاف أن الملاحقات القضائية التي طالت الشبكات والعصابات العاملة لصالح “حزب الله” في أميركا اللاتينية كان لها دور بارز في تجفيف مصادر تمويل الحزب من خلال تجارة المخدرات وتبييض الأموال، مشيراً إلى التغيرات السياسية التي عصفت في بعض دول أميركا الجنوبية، لاسما وصول “جايير بولسونارو” إلى رئاسة البرازيل والمنتمي لأقصى اليمين وشديد العداء لإيران وأذرعها، إضافة لأحداث فنزويلا الأخيرة وما تلاها من اعترافات عالمية برئاسة المعارض “خوان ماديرو” كرئيس لفنزويلا.
وتخوف المرجع الاقتصادي الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، من أن يحاول الحزب تعويض النقص المالي باستغلال بعض الوزارات الرسمية، لاسيما وزارة الصحة التي تعتبر ميزانيتها السنوية من أكبر الوزارات الخدماتية في لبنان، إضافة إلى تحويلاها إلى مركزاً لإبرام العقود الوهمية وتحويل أموال غير شرعية.
وتوقع أن يزداد الضغط الغربي أكثر وأكثر على “حزب الله”، وأن قرار السلطات السويسرية تجميد تعاونها العسكري مع لبنان، يشكل رسالة مدوية من الغرب للحكومة اللبنانية بضرورة التصرف تجاه الحزب، وإعادة الاعتبار للمؤسسات الرسمية، وإلا سيكون هناك عقوبات لن تطال فقط الحزب، وإنما أيضا الحكومة اللبنانية باعتبارها تحولت إلى منصة رسمية للحزب لشرعنة نشاطاته المصنفة إرهابية عالمياً.
المصدر : أورينت نت