تحت المجهر

الدولة ليست صندوق تعويضات لحزب الله

بقلم تادي عواد

في كلمته الأخيرة، دعا نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤوليتها في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة. لكن السؤال الجوهري هنا: لماذا ينبغي على الدولة، أي أموال الشعب اللبناني، أن تتحمل تبعات قرار فردي اتخذه حزب الله دون استشارة أحد؟

عندما قرر حزب الله، منفردًا، فتح جبهة الجنوب وتوريط لبنان في صراع لا يعنيه، لم يستشر الحكومة اللبنانية، متجاهلًا سيادة البلاد وحقوق شعبها. والنتيجة؟ دمار شامل، سقوط ضحايا مدنيين، ونزوح الآلاف، وكل ذلك بسبب قرارات ارتجالية لا تخدم إلا مصالح الحزب وإملاءات إيران.

من يتحمل المسؤولية؟

حزب الله هو المسؤول الأول عن القتلى والدمار، وليس الدولة اللبنانية التي لم يكن لها أي دور في إشعال هذه الحرب. ومنطق الأمور يفرض أن يتحمل الحزب وحده تكاليف إعادة الإعمار، بدلًا من استنزاف خزينة الدولة المفلسة أصلًا بسبب مغامراته العسكرية. فمن غير المقبول أن تُهدر أموال اللبنانيين، التي بالكاد تكفي لتأمين حاجاتهم الأساسية، لتعويض نتائج تصرفات حزب لا يعترف حتى بشرعية الدولة.

فالحزب، الذي يتلقى تمويلًا بمليارات الدولارات من إيران، قادر على استخدام جزء من أمواله لإصلاح ما دمّره. أما تحميل الشعب اللبناني تكلفة مغامراته، فهذا أمر مرفوض تمامًا.

لبنان ليس ملكًا لحزب الله، وشعبه ليس رهينة لمغامراته. وعلى الدولة اللبنانية أن تتوقف عن لعب دور الممول غير الرسمي لقرارات الحزب الكارثية، وإلا فلن يكون لهذا البلد مستقبل سوى المزيد من الحروب والدمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى