تحت المجهر

علاقات نواف سلام و”كلنا إرادة” المشبوهة

بقلم تادي عواد –

شهدت الفترة الأخيرة تفاعلًا متزايدًا بين منظمة “كلنا إرادة” وبعض نواب “التغيير” مع القاضي نواف سلام، الذي كُلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية. فقد بادرت “كلنا إرادة” إلى دعوة ناشطين لزيارة منزل سلام دعمًا له. وتشير التقارير إلى أن المنظمة تلعب دورًا بارزًا في اختيار الوزراء، حيث أعلن الإعلامي طوني أبي نجم أن النائبة بولا يعقوبيان هي من تحدد حصة القوات اللبنانية في الحكومة.

هذه العلاقة تتجاوز ما يبدو على السطح، ولها امتدادات دولية قد تؤثر على المشهد السياسي اللبناني لعقود طويلة. فـنواف سلام، ذو التوجهات اليسارية، يتمتع بارتباطات تجعله يخدم أجندات إقليمية. حيث نقلت مجلة Paris Match، عن مصادر استخباراتية فرنسية، أن الملياردير جورج سوروس، الذي يمول اللوبي الإيراني في فرنسا وأوروبا، يدعم أيضًا منصة “كلنا إرادة” في لبنان. وهذا التقاطع في المصالح والتأثير يربط بين داعمي نواف سلام داخل “كلنا إرادة” والحرس الثوري الإيراني.

وبحسب UN Watch، فإن نواف سلام، الذي شغل سابقًا منصب قاضٍ في محكمة العدل الدولية، صوّت 11 مرة لصالح النظام الإيراني، وامتنع عن دعم قرارات مجلس الأمن التي تدين نظام بشار الأسد في سوريا، كما دعم أنظمة استبدادية مثل ألكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا وفيدل كاسترو في كوبا.

من هو جورج سوروس، ممول “كلنا إرادة”؟

جورج سوروس هو ملياردير أمريكي من أصول مجرية يهودية، ارتبط اسمه بالثورات العربية، بما في ذلك لبنان، عبر تمويله لمنظمات المجتمع المدني من خلال Open Society Foundations، التي قدمت دعمًا لمنظمات حقوقية وإعلامية ساهمت في تأجيج الاحتجاجات.

الدور السياسي: يمول سوروس منظمات مثل National Endowment for Democracy (NED)، التي قامت بتدريب ناشطين شباب في الشرق الأوسط، بعضهم أصبح لاحقًا من قادة الحركات الثورية.

علاقته بإيران و”كلنا إرادة”:
وفقًا لمجلة Paris Match، نقلًا عن المخابرات الفرنسية، فإن سوروس يدعم اللوبي الإيراني في أوروبا، كما يمول “كلنا إرادة” في لبنان، وهي المنصة التي تدعم نواف سلام، مما يبرز تقاطع مصالحه مع الحرس الثوري الإيراني.

بحسب نيويورك بوست (9 ديسمبر 2023)، موّل سوروس شخصيات مؤيدة لإيران على صلة بـروبرت مالي بمبلغ 50 مليون دولار، وُجهت لمنظمات تروج للتقارب مع النظام الإيراني.

كان سوروس من أبرز داعمي الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ومول منظمات مثل NIAC التي دافعت عنه، إضافةً إلى دعمه مراكز أبحاث دعت إلى تخفيف العقوبات على طهران.

النتيجة

يدعم جورج سوروس أجندات ليبرالية عالمية تتقاطع مع المصالح الإيرانية، سواء من خلال اللوبيات السياسية أو عبر تمويل منظمات مرتبطة بالنظام الإيراني. ومع وصول نواف سلام ومجموعة “كلنا إرادة” إلى رئاسة الحكومة، فإن هذا التطور لا يبشر بالخير، خصوصًا في ظل نهج الرئيس المكلف وتقاطعه مع مصالح إيران، إضافة إلى ارتباطات “كلنا إرادة” بمنظومة التمويل الدولي التي قد تؤثر على السيادة الوطنية اللبنانية وتوجهات الحكومة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى