تحت المجهر

زعران الثنائي الشيعي ينقلون مشروع الفتنة إلى قلب المناطق المسيحية

يتعمّد عناصر “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة أمل) إثارة الاستفزازات في المناطق المسيحية، في محاولة لاستعراض القوة الطائفية وفرض الهيمنة السياسية في الداخل اللبناني.

تصعيد الاستفزازات في مغدوشة

شهدت بلدة مغدوشة الجنوبية، هذا المساء، إشكالاً حادًا بين سكان البلدة وموكب سيارات تابع لمحازبي “حزب الله” و”حركة أمل”، الذين جابوا الشوارع رافعين أعلامهم الحزبية ومرددين شعارات طائفية مثل “شيعة شيعة”. هذه التحركات الاستفزازية أشعلت فتيل الاحتكاك بين الطرفين، مما استدعى تدخل الجيش اللبناني لاحتواء الوضع.
المشهد لم يكن عابرًا؛ فقد تجمع عدد من المسلحين من جهة بلدة عنقون القريبة، ما زاد من توتر الأهالي الذين شعروا وكأنهم محاصرون في قراهم من قِبل مجموعات مسلحة مدعومة سياسيًا وأمنيًا.

استعراض القوة في مناطق أخرى

لم تتوقف الاستفزازات عند مغدوشة. ففي منطقة الكفاءات، وثّقت مقاطع مصوّرة إطلاق نار وسط احتكاكات مشابهة بين الأهالي ومجموعات مسلحة تابعة لـ”الثنائي الشيعي”. وفي بيروت، سُجلت حوادث مشابهة في منطقتي الجميزة وفرن الشباك، حيث تصدى الأهالي المسيحيون لمحاولات استعراض القوة الطائفية.

ازدواجية الخطاب والتضحية بالشعب

ما يثير السخرية هو التناقض الواضح في سياسات “حزب الله”. ففي الوقت الذي دفع الحزب بشبابه ونسائه العزل لمواجهة الدبابات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 124، يستخدم اليوم مسلحيه للقيام باستفزازات طائفية داخل لبنان. الحزب الذي كان يرفع شعارات المقاومة ضد الاحتلال يبدو الآن وكأنه حوّل سلاحه نحو الداخل، في محاولة لفرض هيمنته على المكونات اللبنانية الأخرى بالقوة والاستفزاز.

الجيش اللبناني بين المطرقة والسندان

رغم تدخل الجيش اللبناني في محاولة لاحتواء هذه الإشكالات، إلا أن موقفه يبقى هشًا في ظل الغطاء السياسي الذي يحظى به “الثنائي الشيعي”. هذا الوضع يجعل من الصعب على الجيش فرض القانون بالتساوي على الجميع، ما يضعف هيبة الدولة ويكرّس واقع “الدولة داخل الدولة” الذي بات يمثل خطراً وجوديًا على الكيان اللبناني.

رسالة إلى المجتمع اللبناني

هذه الأحداث تعكس بوضوح خطورة المسار الذي يسير فيه لبنان في ظل سيطرة الأحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة. استفزاز الأهالي ومحاولات فرض الهيمنة الطائفية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والتدهور. إذا لم تقف القوى الوطنية اللبنانية صفًا واحدًا لرفض هذه الممارسات، فإن البلاد مقبلة على مرحلة خطيرة من الانهيار الأمني والاجتماعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى