تحت المجهر

تفاعل محدود داخل بيئة حزب الله مع تصريحات وفيق صفا بشأن سمير جعجع: أسباب ودلالات

تفاجأ متابعو مواقع التواصل الاجتماعي بالهدوء اللافت للتفاعل من قبل بيئة حزب الله مع تصريحات وفيق صفا بشأن فرض “الفيتو” على سمير جعجع، رغم أن الأخير لم يترشح رسميًا حتى اللحظة. هذا الموقف أثار تساؤلات حول السبب وراء قلة التفاعل في الأوساط المؤيدة لحزب الله، وهو أمر غير مألوف في ظل المواقف السياسية المتوترة عادةً بين الفريقين.

أسباب التفاعل المحدود

رجّح بعض المراقبين أن هذا التفاعل شبه المعدوم قد يكون مرتبطًا بمزيج من الخجل والتأثر الإيجابي بموقف جعجع الأخير، حيث ظهر انضباط واضح في صفوف مناصري حزب “القوات اللبنانية” الذين امتنعوا عن نشر أي تعليقات مسيئة أو ساخرة تجاه بيئة حزب الله، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، رغم الاختلافات العميقة بين الطرفين.
هذا التوجه بدا وكأنه انعكاس لقرار قيادي صادر عن سمير جعجع نفسه، الذي شدد على ضرورة التعامل مع الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي تعاني منها بيئة حزب الله باحترام وتعاطف، بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو طائفي.

مبادرة جعجع واستقبال بيئة حزب الله

وفق المعلومات المتداولة، أصدر جعجع تعليماته لمحازبيه ومناصريه لاستقبال أفراد بيئة حزب الله في المناطق المسيحية كـ”أصحاب البيت”، وليس كضيوف عابرين. هذه المبادرة شملت مناطق متعددة مثل بشري، دير الأحمر، كسروان، المتن، الأشرفية، وعين الرمانة، حيث أُعطيت الأولوية للتعامل الإنساني الراقي، مما ساهم في تعزيز شعور التضامن بين البيئتين في ظل الأزمات المستمرة في البلاد.

دلالات الموقف

1. تهدئة التوتر السياسي: موقف جعجع الداعي للصمت والتضامن مع بيئة حزب الله يشير إلى محاولة لكسر حدة الاحتقان الطائفي والسياسي، الذي لطالما كان وقودًا للتوترات في لبنان.

2. إبراز الجانب الإنساني: هذه المبادرة تسلط الضوء على أهمية البعد الإنساني في التعامل بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعصف بالبلاد.

3. رد فعل بيئة حزب الله: عدم التفاعل اللافت من قبل بيئة حزب الله قد يعكس تقديرًا ضمنيًا لموقف جعجع، أو على الأقل تفضيلًا لعدم الدخول في سجالات عقيمة قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

في ظل الأوضاع الراهنة، يبدو أن بعض الفرقاء السياسيين بدأوا يدركون أهمية التهدئة والتعاطف الإنساني بدلًا من التصعيد. موقف جعجع وتعاطيه مع بيئة حزب الله يُعتبر خطوة لافتة في سياق السياسة اللبنانية المتشابكة، وقد يشكل مدخلًا لتخفيف التوترات بين الأطراف إذا استمر بنفس الروح الإيجابية.
المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه المبادرات الإنسانية ستُترجم إلى خطوات عملية نحو التفاهم، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في انتظار جولات جديدة من الصراع السياسي.

بقلم تادي عواد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى